رحمة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساء ومظاهرها (1)

إنّ على كلّ مؤمن ومؤمنة أن يعلموا أنّ من أعظم الرحمة وأسبابها، التي بعث بها النبيّ صلى الله عليه وسلم أحكامَ الشريعة الغرّاء، التي تنظّم حياةَ الناسِ رجالاً ونسَاء، وترعى حقوقَهم، وتقيم موازين العدل فيما بينهم، فكلّها تنبع من معين الرحمة، وتتحقّق بها سعادة الناس العاجلة، ولو كان ظاهرُ بَعضِها الشدّةَ.. ثمّ يئوبون في الآخرة إلى سعادة أجلّ وأكبر..

وأمّا رحمته صلى الله عليه وسلم بالنساء، وبرّه بهنّ، وتقريره لحقوقهنّ، ووصيّته بهنّ، ونهيه عن ظلمهنّ.. فذلك ممّا لا يختلف فيه اثنان، ولا يماري به إلاّ مريض القلب، أخبل اللبّ.

فقد بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم والمجتمعات الإنسانيّة كلّها كانت تضطهد المرأة، وتظلمها، وتسيء معاملتها بأنواع من الأذى منوّعة، ونسبٍ من الشرّ متفاوتة، وأكثر المجتمعات البشريّة، والفلسفات السائدة آنذاك، كانت تَعدّ الاعترافَ بحقوق المرأة الإنسانيّة أو مكانتها نوعاً من انتقاص الرجل، والغضّ من منزلته، فلا عجب أن كان ازدراء المرأة في نظرهم جزءاً من زيادة في مكانة الرجل، وسموّ قدره.!

فجاء النبيّ صلى الله عليه وسلم بشريعة الإنسانيّة الحقّة، التي تخاطب الرجل والمرأة على حدّ سواء، وتضعهما أمام التكليف الإلهيّ على قدم المساواة، بل إنّها لتفرض للمرأة نوعاً من الخصوصيّة والعناية أكثر من الرجل، وترتّب على ذلك عظيم الأجر والمثوبة، لأنّها شريعة الرحمة الشاملة، والمرأة بطبيعتها الفطريّة فيها من الضعف ما يدعو إلى مزيد العناية بها، ورحمتها وحسن رعايتها، ودعك من مزاعم المضلّلين، وافتراءات المفترين، وتهويش مرضى القلوب المأفونين، وانظر إلى حقائق هذا الدين، وأحكامه المحكمة، ومحاسنه المبهرة بعين العدل والإنصاف، ومنطق العقل الحصيف، والتجرّد عن الهوى تجد أنّ شريعة الهدى والرحمة هي سرّ سعادة الرجل والمرأة، والأسرة والطفولة على حدّ سواء، ولن تعرف البشريّة الأمن النفسيّ والاستقرار الاجتماعيّ إلاّ في ظلال هديها، وعدل أحكامها.

ولقد استجابت المرأة المسلمة في الصدر الأوّل لدعوة الإسلام، وتأدّبت بآدابه عندما صدقت في إيمانها بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلم تَعدُ طورها، ولم تتجاوز حدّها، ولم تفكّر يوماً أن تزاحم الرجل فيما خصّه الله به، وكتب عليه من حقوق وأعباء، وإنّما عملت على أن تكون معه في الخير العامّ على سواء، وأن تنافسه في أبواب الخير والبرّ بما يرفع قدرها، ويُعظم أجرها، وكان منطلق المجتمع كلّه برجاله ونسائه من قول الله تعالى: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}[النساء:32].

ولا نريد هنا أن نبيّن منّة الإسلام على المرأة فيما فرض لها من حقوق وواجبات، وقد كانت في العصور المظلمة تُسام سوء العذاب، ويشكّك في إنسانيّتها، ويأبى الظالمون لها أن تكون ذات روح كالرجل، وتُحمَّل جرائر وآثام ما أنزل الله بها من سلطان..

وإنّما الذي نريده من المرأة في هذا العصر أن تقرأ تاريخها في الإسلام، وموقف الإسلام منها، ومدى عنايته بها، لتعلم أنّ ما يروّجه أعداء الإسلام، ومن في قلوبهم مرض من أكاذيب، لا يستحقّ أدنى اهتمام أو التفات.

وبين يديك من ذلك في هذا المبحث غيض من فيض، وقطرة من سيل، ووشل من بحر، من معين النبوّة العذب الفيّاض، بمبادئها ومواقفها، وما جاءت به من الهدي الخالد، والحقّ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه.

وممّا يدلّ على رفعة مكانة المرأة المؤمنة بَيعَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم للنِّسَاءِ:

عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نِسْوَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ نُبَايِعُهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لا نُشْرِكَ بِاللهِ شَيْئاً، وَلا نَسْرِقَ، وَلا نَزْنِيَ، وَلا نَأْتِيَ بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا، وَلا نَعْصِيكَ فِي مَعْرُوفٍ، قَالَ: فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ، قَالَتْ: قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا، مِنَّا بِأَنْفُسِنَا، هَلُمَّ نُبَايِعْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ! ـ أي نصافحك ـ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ، إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ، أَوْ مِثْلُ قَوْلِي لامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ ) رواه النّسَائي في كتاب البيعة برقم /4110/، والترمذيّ في كتاب السير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم برقم/1523/ وَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

* فمن رحمة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساء: تعهّد النِّسَاءِ بالموعظة، وتذكيرهنّ بحقّ الله تعالى، وحقّ أزواجهنّ عليهنّ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ: ( أَيُّهَا النَّاسُ تَصَدَّقُوا فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ، فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَنْزِلِهِ جَاءَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ تَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ الله هَذِهِ زَيْنَبُ، فَقَالَ: أَيُّ الزَّيَانِبِ ؟ فَقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَعَمْ، ائْذَنُوا لَهَا، فَأُذِنَ لَهَا، قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنَّكَ أَمَرْتَ الْيَوْمَ بِالصَّدَقَةِ، وَكَانَ عِنْدِي حُلِيٌّ لِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ وَوَلَدَهُ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ ) رواه البخاريّ في كتاب الزكاة برقم /1369/ ومسلم في كتاب الإيمان برقم /114/.

وفي رواية للبخاريّ ومسلم زيادة: ".. قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ، وَلَمْ تَصُمْ ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ) رواه البخاريّ في كتاب الحيض برقم /293/ ومسلم في كتاب الإيمان برقم /114/.

* ومن رحمة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساء: الوصيّة بالنِّسَاءِ والتأكيد على عظم حقّهنّ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً ) .

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ، فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ، وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا، وَكَسْرُهَا طَلاقُهَا ) رواه البخاري في كتاب النكاح برقم /4786/، ومسلم في كتاب الرضاع برقم /4787/.

ويخطئ كثير من الناس في هذا العصر بخاصّة في فهم هذا الحديث الشريف، ومنهم من يبلغ به الحدّ أن يفتري على دين الله تعالى ما هو منه براء، وما به من آفة إلاّ قلّة العلم، وسقم الفهم، والنبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلاّ وحي يوحى، يقرّر في هذا الحديث الشريف حقيقة فطريّة مشهودة، ولا يعيب المرأة أن يكون النقص في أصل تكوينها وخلقها، فهو أمر لا يد لها فيه، وإنّما هو لحكمة عالية أرادها العليم الحكيم، ليكتب على الرجل ولايتها ورعايتها، وبذل الجهد في إكرامها والإحسان إليها، ولتقوم بمسئوليّتها على خير وجه، ومن أجل ذلك لم يحمّلها الإسلام ما لا طاقة لها به، بل نهاها عن كلّ ما لا تحسنه، من كلّ ما لا يتّفق مع جبلّتها وتكوينها، وقلّما وليت المرأة أمراً ليس من شأنها إلاّ باءت هي وأنصارها بخسران مبين، وخزيٍ أليم، وضيّعت في مقابله من مسئوليّتها الفطريّة، التي لا يمكن أن يقوم بها غيرها ما تفسد به الحياة الإنسانيّة ولا تستقيم، فكانت كمن يبني قصراً، ويهدم مصراً..

لقد رفع الإسلام عنها إصراً لا تقوم به، ووزراً لا تحمله، وعوّضها الله عنه بمنّه وفضله من صالح الأعمال، وكريم الخلال، ما تسبق به كثيراً من الرجال، فماذا تريد بعد ذلك.؟!

* ومن رحمة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساء: وَصيّتُه صلى الله عليه وسلم بحَقِّ المَرأةِ وَوَاجِبُها !

ولمّا كانت الزوجة أقرب الناس صلة بالرجل، فهي أعظم عليه حقّاً، وأولى الناس منه برّاً وإحساناً، ومن ثمّ فقد كرّر النبيّ صلى الله عليه وسلم الوصيّة بها، وحثّ على تجاوز هفواتها، لأنّ الضعف أصل فيها، ومن رام منها الكمال فقد طلب المحال، وسبح في عالم الخيال، وأضاع جهده، ونكّد عيشه، فليسدّد وليقارب، وليتغافل عن كثير من الهفوات، ما لم تتعدّ طورها، وتسرف في غيّها، وتركب مركب الشطط، فدونه الحكمة والموعظة الحسنة، وليقوّمها بما يدعو إليه العدل والبرّ، دون أن يتعدّى شيئاً من حدود الله، وعليه أن يتدرّع معها في كلّ حال بالصبر وسعة الصدر.

عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ رضي الله عنه أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَّرَ وَوَعَظَ، فَذَكَرَ فِي الحَدِيثِ قِصَّةً، فَقَالَ: ( أَلا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئاً غَيْرَ ذَلِكَ إِلاّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْباً غَيْرَ مُبَرِّحٍ، فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً، أَلا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقّاً، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقّاً، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ: فَلا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ: أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ ) رواه الترمذي في كتاب برقم /1083/ وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَمَعْنَى قَوْلِهِ: عَوَانٌ عِنْدَكُمْ يَعْنِي أَسْرَى فِي أَيْدِيكُمْ.

* ومن رحمة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساء: حثّه صلى الله عليه وسلم على تَعلِيمِ النّسَاءِ !

عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( إِنَّ اللهَ خَتَمَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ بِآيَتَيْنِ أُعْطِيتُهُمَا مِنْ كَنْزِهِ الَّذِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَعَلَّمُوهُنَّ وَعَلِّمُوهُنَّ نِسَاءَكُمْ، فَإِنَّهُمَا صَلاةٌ وَقُرْآنٌ وَدُعَاءٌ ) رواه الدارمي في كتاب فضائل القرآن برقم /3256/.

* ومن رحمة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساء: حثّ الزوجَينِ على التَعَاوُنِ عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى:

عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ ) رواه ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنّة فيها برقم /1325/.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ( رَحِمَ اللهُ رَجُلاً قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى ثُمَّ أَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّتْ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا المَاءَ، وَرَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ ثُمَّ أَيْقَظَتْ زَوْجَهَا فَصَلَّى، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ المَاءَ ) رواه النسائيّ في كتاب قيام الليل وتطوّع النهار برقم /1592/، وأبو داود في كتاب الصلاة برقم /1113/، وابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنّة فيها برقم /1326/.

* ومن رحمة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساء: التأكيد على برّ الأمّهات، وأنّ حَقَّ الأُمِّ أعظَمُ الحُقُوقِ: عن بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ قال: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَبَرُّ ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ: قُلْتُ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ، قَالَ: ثُمَّ أَبَاكَ، ثُمَّ الأَقْرَبَ فَالأَقْرَبَ ) رواه مسلِم في كتاب البرّ والصلة برقم /4622/، ورواه الترمذيّ في كتاب البرّ والصلة برقم /1819/ وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

* ومن رحمة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساء: الحثُّ على اختيارِ ذَاتِ الدِّينِ، وأنّه المَقْصِدُ الأسمَى في نكاحِ المَرْأَةِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

( تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) رواه البخاري في كتاب النكاح برقم /4700/ ومسلم.

* ومن رحمة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساء: بيان أنّ المرأةَ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، ومَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا: عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )، قَالَ: " فَسَمِعْتُ هَؤلاءِ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه البخاري /2232/.

* ومن رحمة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساء: وصيّته صلى الله عليه وسلم بحُسنُ عِشرَةِ النساءِ، وأداء حقوقهنّ: عَنِ بَهْز بْن حَكِيمٍ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ نِسَاؤُنَا مَا نَأْتِي مِنْهُنَّ وَمَا نَذَرُ ؟ قَالَ: ( ائْتِ حَرْثَكَ أَنَّى شِئْتَ، وَأَطْعِمْهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَاكْسُهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، وَلا تُقَبِّحِ الْوَجْهَ، وَلا تَضْرِبْ، وَلا تَهْجُرْ إِلاّ فِي الْبَيْتِ ) رواه أبو داود في كتاب النكاح برقم /1831/.

* ومن رحمة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالنساء: تبشيره صلى الله عليه وسلم لبعضِ النساء بالجنّة: وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ( رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، وَسَمِعْتُ خَشَفَةً فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا فَقَالَ: هَذَا بِلالٌ، وَرَأَيْتُ قَصْراً بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا فَقَالَ: لِعُمَرَ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ، فَقَالَ عُمَرُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ ! أَعَلَيْكَ أَغَارُ.؟! ) رواه البخاري في كتاب المناقب برقم /3404/.

* ومن مواقف رفقه صلى الله عليه وسلم بالنساء وحسن معاملته ما جاء في الحديث عَنْ أُمَيَّةَ بِنْتِ أَبِي الصَّلْتِ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، وَقَدْ سَمَّاهَا لِي، قَالَتْ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ أَرَدْنَا أَنْ نَخْرُجَ مَعَكَ إِلَى وَجْهِكَ هَذَا، وَهُوَ يَسِيرُ إِلَى خَيْبَرَ، فَنُدَاوِيَ الجَرْحَى، وَنُعِينَ المُسْلِمِينَ بِمَا اسْتَطَعْنَا، فَقَالَ: عَلَى بَرَكَةِ اللهِ، قَالَتْ: فَخَرَجْنَا مَعَهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةً، فَأَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَقِيبَةِ رَحْلِهِ، قَالَتْ: فَوَاللهِ لَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصُّبْحِ، فَأَنَاخَ، وَنَزَلْتُ عَنْ حَقِيبَةِ رَحْلِهِ، وَإِذَا بِهَا دَمٌ مِنِّي، فَكَانَتْ أَوَّلَ حَيْضَةٍ حِضْتُهَا، قَالَتْ: فَتَقَبَّضْتُ إِلَى النَّاقَةِ، وَاسْتَحْيَيْتُ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا بِي، وَرَأَى الدَّمَ، قَالَ: مَا لَكِ ؟ لَعَلَّكِ نَفِسْتِ، قَالَتْ: قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَصْلِحِي مِنْ نَفْسِكِ، وَخُذِي إِنَاءً مِنْ مَاءٍ فَاطْرَحِي فِيهِ مِلْحاً، ثُمَّ اغْسِلِي مَا أَصَابَ الحَقِيبَةَ مِنْ الدَّمِ، ثُمَّ عُودِي لِمَرْكَبِكِ، قَالَتْ: فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ رَضَخَ لَنَا مِنْ الْفَيْءِ، وَأَخَذَ هَذِهِ الْقِلادَةَ الَّتِي تَرَيْنَ فِي عُنُقِي فَأَعْطَانِيهَا، وَجَعَلَهَا بِيَدِهِ فِي عُنُقِي، فَوَاللهِ لا تُفَارِقُنِي أَبَداً، قَالَ: وَكَانَتْ فِي عُنُقِهَا حَتَّى مَاتَتْ، ثُمَّ أَوْصَتْ أَنْ تُدْفَنَ مَعَهَا، فَكَانَتْ لا تَطْهُرُ مِنْ حَيْضَةٍ إِلاّ جَعَلَتْ فِي طَهُورِهَا مِلْحاً، وَأَوْصَتْ أَنْ يُجْعَلَ فِي غُسْلِهَا حِينَ مَاتَتْ ) رواه أحمد في المسند برقم /25885/.

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين