رابطة العلماء السوريين تهنئ الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الجديد

 


حقاً لقد كان مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في القاهرة موفقاً بحمد الله تعالى ، باختيار معالي الدكتور إياد بن أمين مدني وهو ابن المدينة المنورة ووزير الحج والأوقاف والثقافة والإعلام سابقاً في المملكة العربية السعودية.
 
وإن رابطة العلماء السوريين إذ تهنئ معالي الدكتور المدني ، بهذا المنصب الأممي الإسلامي الرفيع لترجوه وتناشده أن يولي القضية السورية اهتمامه البالغ ، ومتابعته الحثيثة ، لوقف المذبحة البربرية بحق شعبنا السوري ، وإنه لَيُذبَح بسكين الطائفية المتوحشة الحاقدة ، وإن دولاً ومؤسسات طائفية ودولية تمد النظام المجرم في دمشق بالمال والرجال والسلاح... لتمكين السفاح من الإبادة الجماعية، والتدمير الممنهج، والقضاء الكامل على كل مظاهر الحياة ، وقد قالوها صريحة في شعار معلن : (بقاء الأسد أو حرق البلد).
 
معالي الأمين العام:
أنتم اليوم في موقع المسؤولية والأمانة ، وحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح لا يخفى عليكم : (ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة)رواه البخاري.
نعم أنت اليوم وبحكم منصبك أرفع مسؤول عن أي مسلم في الأرض ، وقد قال أمير المؤمنين سيدنا عمر رضي الله عنه وهو في المدينة المنورة : (وأيم الله لو أن شاة عثرت على شاطئ دجلة لخشيت أن يسأل الله عنها : لِمَ لم أمهد لها الطريق) فكيف وإخوانك وأبناؤك في سورية يذبحون ذبح النعاج؟!.
وسورية يا معالي الأمين!! بلد إسلامي عميق في إيمانه ، أخلاقي في سلوكه ، عريق في حضارته ، معطاء في تاريخه ، وفيٌّ لأمته ، خدوم لإخوانه ، لم يقصر في حق أحد أبداً عبر تاريخه... هل مِن المعقول أن يُسْلَم للهلكة والذبح والتدمير والعالم يتفرج؟! هل مِن المعقول أن يُهدّم بلد ، وتُدمَّر حضارة ، ويُقتَل شعب، والعالم يلهو ويعبث؟! هل من المعقول أن تُنتهَك أعراض الحرائر ، ويُقتَّل الأطفال والنساء والشيوخ وتُهدَم المساجد ، وتُدمَّر البيوت بالبراميل الإيرانية الحارقة والأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً ، والواردة من روسيا والصين وإيران...والمنظمات الإسلامية والإنسانية تتفرج وتكتفي بإعلان الشجب والاستنكار... ثم إعلان العجز والفشل في مواجهة المأساة؟!.
 
اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس أنت رب المستضعفين، وأنت ربناـ إلى مَن تكِلنا؟ إلى عدوٍ يتجهمنا؟ أم إلى قريب ملَّكته أمرنا؟ اللهم إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي غير أن عافيتك أوسع لنا...
 
اللهم لك الحمد كله ، ولك الشكر كله ، أنت المُرتَجَى والمستعان ، وأنت القوي العزيز ، يا جبار السموات والأرض ، انصر عبادك الأحرار في سورية ، وأمدهم بمدد من عندك ، وأحسن خلاصهم ، وانصرهم على عدوهم، والحمد لله رب العالمين.