رابطة العلماء السوريين تعزي الأمة وعلماءها بوفاة العالم المجاهد المهاجر الشيخ محمد فرهود رحمه الله تعالى

 

 

 

بقلم الأستاذ : محمد فاروق البطل
الأمين العام السابق لرابطة العلماء السوريين
 
 رحمك الله أبا عبد الله رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جنانه، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة، فقد كنت بحق عالماً مجداً، ومربياً مخلصاً، وداعية ملتزماً، رُزِقتَ شهيدين من أولادك وكنت إماماً في الصبر والرضى عن الله تعالى، هاجرت إلى المملكة العربية السعودية منذ عام 1401-1980 بعد أحداث مدينة حماة ، وبعد أن صدر قانون العار الذي يقضي بالإعدام على كل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وفي السعودية استقر عملك في حائل مدرساً ناجحاً منذ ذلك الوقت وإلى أن لقيت وجه ربك راضياً مرضياً إن شاء الله نحسبك كذلك، ولا نزكيك على الله ، وكان لك في مساجد حائل ومنابرها ومدارسها نشاط واسع تربى على يديك الآلاف من طلاب العلم، يشهدون لك بالعلم والعطاء والإخلاص، وقد سمعتُ ثناءهم بنفسي...
 
هنيئاً لك أيها الأخ الحبيب هذا الذكر الطيب، وهذا الثناء العاطر ولا عجب!! فقد عرفتُك كذلك منذ عام 1950 يوم كنت طالباً في الثانوية الشرعية بحلب تتقدمني بسنة دراسية واحدة، ومن يومها وأنتَ لا زلت طالباً في المرحلة الثانوية كنت طالباً متميزاً ماهراً في الفقه والنحو واللغة.
 
وفي عام 1954 انتسبتَ إلى كلية الشريعة في جامعة دمشق وقد كانت في دور التأسيس، أي كنتَ في الفوج الأول من طلابها، ثم كنت في الفوج الأول من خريجيها عام 1958م.
 
كان بيني وبينك سنة واحدة فقط في كلا المرحلتين الثانوية والجامعية.
 
درستَ على يد أكابر العلماء في مدينتي حلب ودمشق، أذكر منهم في المرحلة الثانوية الشيخ الداعية محمد أبو الخير زين العابدين، وشيخ القراء محمد نجيب خياطة، ومفتي الشافعية الشيخ أسعد العبه جي ومفتي الحنفية الشيخ محمد الحكيم، وشيخ المؤرخين محمد راغب الطباخ، وشيخ الأصول الفقيه محمد السلقيني، وشيخ الحديث الشيخ محمد الملاح، وشيخ البلاغة والنحو الأستاذ عبد القادر كرمان، وشيخ التجويد مراد الحيلاني، وأستاذ الأدب العربي الأستاذ عبد الرحمن رأفت باشا ... وغيرهم، رحمهم الله تعالى وأجزل مثوبتهم.
 
وفي كلية الشريعة بجامعة دمشق رزقنا أساتذة كباراً في القمة، منهم: الداعية الكبير القائد الشيخ د. مصطفى السباعي، والعلامة الشيخ مصطفى الزرقا، والرئيس الحقوقي الدكتور محمد معروف الدواليبي ، والمفكر العملاق : محمد المبارك، وأديب العربية الشيخ علي الطنطاوي، والمحدث العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار، والعلامة الشاب الشيخ فوزي فيض الله، والمؤرخ الدكتور يوسف العش، والعالم النحوي الدكتور صالح الأشتر، وغيرهم من علماء مصر الأفذاذ المتعاقدين، رحمهم الله أجمعين، وجزاهم الله عنا كل خير.
 
أخي أبا عبد الله أشهد أنك أحسنتَ التلقي العلمي عن كل هؤلاء العلماء الأعلام، واستفدت منهم علماً كثيراً، فكنت أحد العلماء النجباء، والدعاة المخلصين، والمدرسين الناجحين.
 
هنيئاً لك أخي أبا عبد... وأرجو أن يكون الله ـ جل في عُلاه ـ قد أحسن خاتمتك وختم لك بخاتمة السعادة فقد أمضيت رمضان المبارك في غيبوبة، لكنك في حكم الصائمين، ثم اختارك الله إلى جواره صبيحة يوم الفطر من عام 1434هـ 2013م.
 
وإنني إذا أشكر طلابك الأبرار في مدينة حائل على ما كتبوه على صفحة رابطة العلماء السوريين، لكنني أرجوهم أن ينتبهوا إلى الخطأ الذي وقعوا فيه فاسم الفقيد هو محمد بن عبد الله فرهود، وليس عبد الله، بل هو اسم أبيه، ثم هو اسم ابنه الشهيد، وقد توليت تصحيح هذا في موقعرابطة العلماء السوريين .
 
وإني لأعزي مدينة حلب الشهباء وعلماءها المخلصين بوفاة أخيهم الشيخ الجليل الأستاذ محمد فرهود الذي غاب عنهم قرابة خمس وثلاثين سنة مهاجراً بدينه.
 
اللهم ارحم أخانا الشيخ أبا عبد الله الفرهود ، وألحقه بالصالحين، وارزقه شفاعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واجزِهِ عن الإسلام والمسلمين خيراً.
 
                                                     أخوك المحب
 
                                                  محمد فاروق البطل