دفع الزكاة لأم الزوجة لشراء سكن

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أم زوجتي طلبت مني مبلغا من المال على سبيل السلفة أو الدين لسداد دين لها ومطالبة الدائن بدينه لحاجته إليه، وهي لا يوجد عندها ما يكفي من المال لسداد دينها، وحسب وعدها أنها ستقوم بسداد الدين لي إذا يسر الله أمرها ورزقها من عنده بعض المال.

مع العلم أنها استخدمت هذا الدين لشراء سكن لعائلتها بالتعاون مع زوجها وما تحفظه من مال مقابل عملها الخاص، حيث أن سكنها الحالي مهدد بالزوال لإقامة طريق من قبل الدولة، وما يوجد عندها من أموال لا يكفي في الوقت الحالي لشراء السكن فاضطرت إلى الدين.

أي باختصار: أنها في الوقت الحالي لا تملك القدرة على السداد، ولكن لاحقاً قد تعوضها الدولة بسكن بدلاً من الذي أخذ منها فهل يجوز إخراج المال لها على هيئة زكاة، وقولي لها أنه هدية لها وملك لها باعتبارها من الغارمين ولا تستطيع سداد دينها؟ أم أنها بقولها أنها سترد إلي المبلغ لاحقاً دون تحديد المدة وأنها ستعوض بسكن آخر لاحقاً دون معرفة المدة على وجه اليقين يجعلها لا تدخل من الثمانية المحددين لمصارف الزكاة؟ جزاكم الله خيرا

الاجابة

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكر الله لك حرصك على دفع الزكاة، وهذا من علامات التقوى إن شاء الله تعالى، فنسأل الله أن يوفقنا وإياك لمراضيه

والأصل في الزكاة أنّها لتحقيق حاجات المساكين والفقراء والمحتاجين، وتغنيهم عن تكفف الناس وعن طلب الصدقة منهم، وترفع عنهم حاجاتهم الأساسية في الحياة

ومن المعلوم أن شراء البيت ليس حاجة أساسية للإنسان، بل يمكن للإنسان أن يعيش حياته كلها دون أن يشتري بيتا، وكثير من الناس يعيشون حياة سعيدة متوازنة ولا يشترون بيتا، وبعضهم قادر على شراء البيت، لكنّه لا يفضّل الشراء لكثير من الأسباب، ويكتفون باستئجار بيت.

وعليه فلا يجوز دفع الزكاة لشراء بيت للفقير أصلا

ويجب أن تضع صدقتك حيث تشعر أنها ترضي الله تعالى أكثر لا حيث ترضي بها أشخاصا ولا حيث تجلب لنفسك بها منفعة بوجه من الوجوه

فاتق الله في دفع الزكاة، وابحث عن الفقراء الأكثر فقرا واحتياجا، يتقبل الله عنك أحسن ما عملت.

والله أعلم


التعليقات