خطاب الجمعية العمومية حول وثيقة المبادئ الخمسة للثورة السورية‎

السادة أعضاء الجمعية العمومية للمجلس الإسلامي السوري الأكارم

 

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

يهديكم إخوانكم في مجلس الأمناء أحرّ التحيات، ويسألون الله عز وجل أن يعينكم في مهمتكم التي انتدبتم أنفسكم لها، خدمة لشعبنا المكلوم ووطننا المنكوب.

 

لم يعد يخفى على أحد حجم التآمر الذي يواجهه شعبنا، ومدى التواطؤ مع النظام المجرم، والذي تتبدى حلقاته مع كل منعطف وحدث.

 

واليوم نواجه مشروعاً جديداً يعرض على الهيئات السورية المختلفة (السياسية منها والعسكرية)، يتضمن في ثناياه إعادة تأهيل النظام المجرم، وإجهاض الثورة، بما يفتح باب الاقتتال الداخلي بين الثوار، ويؤدي لاتهام أكثر الفصائل بالإرهاب ثم ملاحقتها بذلك، وإدخال الثورة في دهاليز مفاوضات تبدأ كي لا تنتهي إلا إلى تكريس الأمر الواقع أو ما هو أسوأ منه، ولن يكون هذا المشروع آخر ما تجود به قرائحهم.

 

وأمام هذا الواقع الذي يستغل فيه أعداؤنا عدم وجود قيادة مركزية للثورة، وعقل جمعي ناظم لمسارها، يرموننا مجتمعين عن قوس واحدة ونقابلهم أشتاتاً، لا ينقصنا الإخلاص ولا الهمة، ولكن تنقصنا الرؤية الواحدة والعزيمة المجتمعة.

 

لذا فإن إخوانكم في مجلس الأمناء قد عزموا على إصدار البيان المرفق بهذه الرسالة، الذي يحدد الثوابت الكبرى للثورة السورية بعنوان "وثيقة المبادئ الخمسة للثورة السورية"، والتي ينبغي التوافق العام حولها بين الثوار، من أجل أن تكون مبادئ لا يجوز التنازل عنها بحال من الأحوال، وهذه الثوابت لا تشكل بطبيعة الحال كل المرتكزات أو الأهداف التي يسعى إليها كل فصيل أو كيان ثوري، لكنها تشكل الجامع التوافقي العام بينها.

 

وقد جرى إرسال هذه الوثيقة إلى أهم المكونات العسكرية والسياسية والمدنية والشخصيات للتوقيع عليها.

 

كما جرى نقاش في اللجنة المكلفة بإدارة شأن الوثيقة من مجلس الأمناء بخصوص توقيع أعضاء الجمعية العمومية للمجلس الإسلامي السوري، فوصلت اللجنة إلى الخلاصة التالية:

 

1.   أن المجلس جهة اعتبارية توافق الأعضاء على تأسيسه.

 

2.   أن من المصلحة العامة ظهور الشرعيين تحت اسم واحد وهو المجلس الإسلامي السوري، ليكون ذلك محفزا لبقية التخصصات العسكرية والسياسية والمدنية على التوحد.

 

5.   أن أغلب مكونات وشخصيات الثورة كيانات متدينة إسلامية، في حين أن من المصلحة إظهار الموقعين على الوثيقة بمظهر وطني شعبي، فيكون الاكتفاء باسم المجلس الإسلامي السوري -دون أسماء المكونات والأعضاء- محققا لهذه المصلحة، ومقويا لموقف الجهة الراعية.

 

ولأنه وصلنا استفسار من بعض أعضاء المجلس عن الوثيقة، فإن اللجنة قد ارتأت إرسال هذا الخطاب إليكم؛ لمشاركتكم في الرأي.

 

وكسبا للوقت ومراعاة للظرف الحرج، فإننا قد عممنا هذه الخطاب على أعضاء المجلس جميعا. والذي نأمله:

 

1.   إبقاء هذا الخطاب في عهدتكم، دون تداوله إلا مع ذوي العلاقة اللصيقة بالأمر من جهتكم؛ حفظا للمصلحة العامة.

 

2.   إبداء رأيكم بوضوح: هل تؤيدون اللجنة فيما ذهبت إليه من الاكتفاء بتوقيع المجلس عن أعضائه ؟ أم ترون إضافة توقيع الأعضاء، رغم الاعتبارات الآنفة الذكر؟

 

3.   في حال موافقتكم على مضمون الوثيقة نأمل التكرم بإرسال موافقتكم على التوقيع على كل حال، ليكون جاهزا في حال اتخذت اللجنة قرار إضافة توقيع الأعضاء. (ومن حقكم الامتناع عن التوقيع).

 

4.   إرسال التوقيع على الموافقة على نص الوثيقة، وإرساله صورة بالوتس أب.

 

 

 

راجين إتمام كل ذلك في ظرف 48 ساعة؛ حيث نعمل على عقد المؤتمر الصحفي خلال أيام بإذن الله تعالى.

 

وإننا نهيب بحضراتكم المساندة والدعم لإنجاح هذه الخطوة التاريخية التي نرجو من الله أن يكتب لها التوفيق، نذكر أنفسنا وإياكم بتمحيص النوايا وتصحيح المقاصد وتذكير الناس بالتوكل على الله تعالى في هذه النازلة.

 

 

 

 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

المجلس الإسلامي السـوري

 

المكتب التنفيذي

 

1 ذي الحجة 1436 هـ الموافق 15 أيلول 2015 م