أسئلة بيانية (29) حول التعقيب في آيتَي: {وإن يمسسك الله بضر}


قال تعالى في سورة الأنعام: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأنعام: 17].

وقال سبحانه في سورة يونس: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ [يونس: 107].

سؤال:

لماذا اختلف التعقيب في الآيتين فقال في آية الأنعام: ﴿فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وقال في آية سورة يونس: ﴿فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ؟.

الجواب:

إنَّ آية الأنعام في افتراض مسِّ الخير، فقد قال: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ﴾، وأما آية سورة يونس فهي في افتراض إرادة الخير وليس المسّ، فقد قال: ﴿وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ [يونس: 107]، والإرادة من غير الله تعالى قد لا تتحقق لأنَّه قد يحول بينها وبين وقوعها حائل، وأما إرادته سبحانه فلا رادّ لها.

فاختلف التعقيبان بحسب ما يقتضيه المقام.

ألا ترى أنه لما اتفق الافتراضان في مس الضر اتفق الجوابان، فقد قال في كل منهما: ﴿فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ؟ ولما اختلف الافتراضان كان الجواب بحسب ما يقتضيه كل افتراض.


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين