حوار مع العلامة المحقق الشيخ عبد الهادي حمِّيتو

من المعتنين بعلوم القرآن في المغرب

إعداد: مجد أحمد مكي
 
"من فوائد الرحلة وآثارها المباركة لقاء العلماء والاستفادة منهم، وقد وصلت مساء الخميس 7/ رجب 1432هـ إلى الرياض، ودعاني الأخ محمد الرشيد إلى منزله بعد صلاة الجمعة 8/ رجب للغداء ولقاء فضيلة العلامة المحقق النحوي الفقيه الدكتور الشيخ عبدالهادي حميتو، بصحبة الصهر الكريم عبدالله منلا، وقد أهديته تفسيري (المعين)، وقرأت عليه بعض الآيات, وتناقشنا في بعض مسائل العلم, وأهداني كتابه: (حياة الكتاب وأدبيات المحضرة).
وأطلعه الرشيد على مكتبته الواسعة النادرة, وبعض مشاريعه العلمية وكان قد تعرف عليه من قبل في زياراته للمغرب  مع ابنه العالم الشاب نواف الرشيد.
وقد أجريت مع فضيلة الشيخ حواراً نقدمه للقرَّاء، المحبين للتواصل العلمي بين المشرق والمغرب, الراغبين في معرفة آثار الراسخين المشتغلين في علوم القرآن والنحو والفقه..
-       ما اسمكم الكريم، ومتى وأين ولدتم؟
اسمي: عبد الهادي بن عبد الله بن إبراهيم حمِّيتو
ولدت في شهر رجب سنة 1362هـ = 1943م، في قبيلة الشياظمة نواحي الصويرة ، جنوب مراكش.
-       متى حفظتم القرآن؟ وكيف تلقيتم العلم؟.
حفظت القرآن على والدي في البادية، في السابعة من عمري، وحفظت المتون المتعلقة به في الرسم والضبط والتجويد، وانتظمت في التعليم الأصيل (العتيق) ، فقرأت المتون القديمة في العربية والفقه وغيرهما، كالآجرومية والألفية والجمل لابن المجراد، ولامية الأفعال لابن مالك، وقرأت الفقه المالكي في كتب عديدة، كمنظومة ابن عاصم.
ثم التحقت بكلية الآداب بفاس، فدرست الأدب العربي على مجموعة من الأساتذة منهم الأخوان: د.صالح، ود.عبد الكريم الأشتر العراقيان، ودرست الأدب الأندلسي على د.عبد السلام الهراس، والأدب المغربي على د.عباس الجراري، ود.مصطفى المعداوي، ود.إبراهيم السولامي، ودرست النقد الأدبي على الدكتور أمجد الطرابلسي الدمشقي.
-       بعد إتمامكم الدراسة بكلية الآداب بفاس أين تابعتم دراستكم؟ وما أهم شيوخكم؟
انتقلت إلى كلية اللغة العربية بمراكش، فأخذت الإجازة، ودرستُ الأدب والتفسير على د.الفاروق الرحالي، والأدب العربي على د.محمد نجيب البهبيتي ، والبلاغة على د.عبد السلام جبران، وقرأتها قبل ذلك على الشيخ أحمد أَملَاَّح المسفيِّوي، وقرأت الألفية لابن مالك مرة ثانية على الشيخ الحسين راغب المسفيِّوي، وقرأت التاريخ العام على الشيخ محمد بازي الحاحي .
-       وبعد دراستكم في كلية اللغة العربية بمراكش، هل تابعتم تحصيلكم العلمي؟
انتقلت إلى دار الحديث الحسنية، وقرأت فيها على عدد كبير من العلماء ، منهم عمر المعداني، وعمر بهاء الدين الأميري، ومحمد بن تاويت الفاسي، وعبد الكريم الداوودي، والسيد إبراهيم بن الصدِّيق الغماري، وحصلت فيها على شهادتين في الحديث وعلوم القرآن، ثم شهادة دبلوم الدراسات العليا.
-       ما هو موضوع رسالتكم الماجستير، وهل طُبع؟
موضوع رسالتي: (اختلاف القراءات وأثره في التفسير واستنباط الأحكام).
وطبعت ضمن جائزة سيد جنيد في البحرين سنة 2010 م.
-       وهل أتممتم رسالة الدكتوراه؟
أتممت رسالة الدكتوراه في موضوع: (قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش).
وناقشها سنة 1995م بمرتبة حسن جداً مع التوصية بالطبع.
وقد استغرق العمل فيها خمس عشرة سنة، ونشرتها وزارة الأوقاف المغربية في سبع مجلدات، إلا أن تجزئتها في الطبعة جاءت مختلفة عن الأصل، إذ كان ينبغي أن يرتب المجلدان الأخيران بعد المجلد الأول.
-       ما أهم مؤلفاتكم المطبوعة؟
أهم مؤلفاتي المطبوعة: مُعجمان عن أبي عمرو الداني ،أولهما: معجم شيوخ الحافظ أبي عمرو الداني، صدرت طبعته الثانية سنة ألفين وعشرة عن دار الغوثاني بدمشق.
وثانيهما: معجم مؤلفات الحافظ أبي عمرو الداني، وطبع هذا العام للمرة الثانية في مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض.
ولي أيضاً كتاب: (زعيم المدرسة الأثرية في القراءات وشيخ قراء المغرب والمشرق الإمام أبو القاسم الشاطبي) وهو دراسة عن قصيدته: (حرز الأماني) وإشعاعها العلمي وتعريف بشروحها التي زادت على مئة شرح , طبع في مكتبة أضواء السلف بالرياض سنة 1425 هـ = 2005 م .
ولي دراسة واسعة بعنوان: (حياة الكُتَّاب وأدبيات المحضرة صور من عناية المغاربة بالكتاتيب والمدارس القرآنية ) نشرته وزارة الأوقاف المغربية في جزئين سنة 1427هـ.
-       هل لكم كتب أخرى؟
نعم لي كتب أخرى كثيرة منها:
1.    (منظومة في الأذان) في ألفي بيت وبيتين موافقة للتاريخ الميلادي الذي انتهيت فيه منها مع شرحها.
2.    و( إسهام مالكية المغرب الأقصى في القراءات وعلوم القرآن وانعكاس ذلك على الدرس الفقهي)، طبع في الرابطة المحمدية للعلماء بمناسبة حصولي على جائزتها التقديرية لعام 1431هـ .
-       هل لكم بحوث وكتب معدَّة للطبع؟
من كتبي وبحوثي المعدة للطبع:
1.    كتاب عن تاريخ المصحف المغربي عنوانه : ( مصاحف المغرب )، سيطبع في وزارة الثقافة في المغرب .
2.    وكتاب : ( جهود الأُمَّة الإسلامية في رسم القرآن الكريم ) قدَّمته للمؤتمر العالمي للباحثين في علوم القرآن بفاس، وسيطبع قريباً بعون الله .
3.    وحققت القصيدة المالكية الدالية في معارضة الشاطبية، لابن مالك الأندلسي صاحب الألفية في النحو، وهي تحت الطبع .
4.    وحققت الجزئين الأخيرين من رحلة ابن رُشَيد السبتي (ملْء العيْبة)، وستطبعهما الرابطة المحمديَّة للعلماء – بعون الله تعالى - .
ومن أهم كتبي المعدة للطبع:
5.    (الإطراف والتعريف بما دخل في كتب القراءات وعلوم القرآن من تصحيف وتحريف)، تناولت فيه طرفاً ممَّا وقفت عليه من أخطاء المؤلفين والمحققين والنسَّاخ في قضايا من علوم القرآن والقراءات في كلمات يتغير السياق والمعنى بسبب تصحيفها وتحريفها، وانتقدت فيه العدول عما صحَّ بالرواية على الاعتراض بمجرَّد الرأي أو الاحتكام إلى علم غير العلم الذي هو موضوع البحث ـ كتحكيم النحاة في تصحيح القراءة أو ردها ويبلغ عدد صفحاته أكثر من ألف صفحة.
-       هل لكم نشاط علمي آخر؟
درَّست المواد الإسلامية في مركز تكوين الاساتذة التابع لوزارة التربية الوطنية بالرباط .
كما قمت بجمع المصحف المحمدي من خلال ألواح الكتاتيب، وقد طبع سنة 2007.
-       ما أهم المناصب العلميَّة والوظيفية التي أسندت إليكم؟
1.    عضو دائم في الهيئة التأسيسية للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن بجدة.
2.    وعضو في المكتب التنفيذي للرابطة المحمدية للعلماء في الرباط.
3.    ورئيس لجنة مراجعة المصحف المغربي الذي طبع سنة 2010 م .
-       ما هي الجوائز التي حصلتم عليها؟
حصلت على جائزة أهل القرآن في المغرب سنة 2008م، وكنت أول من استلم الجائزة بيد الملك محمد السادس.
وكنت عضواً في لجنة الفقه المالكي بالدليل في دبي، وقد أنجزت القسم الموكل إليَّ في الموضوعات الآتية : الوكالة ، والغصب ، والاستحقاق ، والوديعة ، والإقرار .
-       ما هي الرحلات العلميَّة التي قمتم بها؟
1.    إلى مصر مرتين حَكَماً في مُسابقة تجويد القرآن وتفسيره بالقاهرة.
2.    وإلى السعودية أيضاً حكماً في جائزة الملك عبد العزيز في تجويد القرآن وتفسيره بمكة المكرمة  مرتين.
3.    وإلى الإمارات حكماً في مسابقة القرآن بدبي.
4.    وإلى البحرين مرتين حكماً في مسابقة سيد جنيد.
5.    ورحلت إلى الكويت، وألقيت محاضرة عن الإمام الشاطبي سنة 2010 م .
-       أرجو أن تحدثونا عن أسرتكم؟
لي ولدان: أكبرهما حسن، وقد تخرَّج في الجامعة الإسلامية، وحصل على الدكتوراه في دار الحديث الحسنية، وعنوان رسالته: تحقيق كتاب: (كشف الغمام عن ضبط رسم المصحف الإمام)، لحسن بن علي الشباني المنبهي المتوفى في المئة التاسعة.
وقد حقق أيضاً كتاب(التقريب والحرش في روايتي قالون وورش) لابن الأصبغ الأرزي الأندلسي، طبع في الرابطة المحمدية للعلماء بالرباط سنة 2010 كما قام ابني حسن بجمع ديواني.
وولدي الثاني محمد، وهو موظف في ولاية آسفي، ويحفظ القرآن الكريم.
-       هل لكم أعمال علمية أخرى؟
أشرف على دار صغيرة للقرآن الكريم في الجريفات بآسفي، منذ عام 1420.
كما أشرف على رسائل جامعية في مختلف الكليات المغربية.
وأُحكَّم في عدد من البحوث المحلية والدولية التي تنشر في المجلات العلمية. 
انتهى بحمد الله تعالى.
 
في الرياض 8 رجب 1432  
10– 6 –

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين