حوار مع الدكتور حسين عبد الهادي محمد آل بكر

نرحب في هذا اللقاء الحواري بأخينا الكبير الدكتور الحبيب الدكتور حسين عبد الهادي محمد آل بكر. وفي بداية الحوار: هل تتكرم بتعريفنا بالمولد والوالدين الكريمين؟

1- المولد والنشأة:

مكان الميلاد عالية، محافظة الحسكة (الجزيرة السورية)

تاريخ الميلاد: 10/09/1949

2- الوالد :

• ملَّا عبد الهادي الذي هاجر من تركيا إلى سورية عام 1925م هرباً من الاستبداد العلماني.

• عمل في سوريا بسلك التعليم فترة ثم تفرغ لتدريس طلاب العلم في قريته عالية.

• كان يعلم أبناء القرية، وبعض أبناء القرى المجاورة القرآن الكريم، والكتابة، والحساب، والعلم الشرعي، حسب مستوى الطلاب، لأن الأميَّة كانت مسيطرة على المنطقة.

• وكان يهتم بأخبار العمل الإسلامي في البلاد الإسلامية، وخصوصاً في تركيا، حيث كان يراسل الأستاذ بديع الزمان النورسي.

• كان يشجِّع طلابه على حب الدعاة والمفكرين الإسلاميين، من أمثال البنا، وسيد ومحمد قطب، والمودودي والسباعي والنورسي، وكان نشيطاً في المراسلة مع أصدقائه في العالم الإسلامي، وخصوصاً الذين يتعرف عليهم في مواسم الحج، وكان يحافظ على الصيام طوال العام، ويفطر قليلاً.

• كان يجيد اللغة التركية والعربية والكوردية والفارسية وقليلاً من الفرنسية.

• وكان ضليعاً في التاريخ، وخصوصاً التاريخ العثماني.

أما الوالدة:

• فأيضاً هاجرت مع الوالد إلى سورية، وكانت تجيد قراءة القرآن فقط.

هل تتكرم أستاذنا بتعريفنا بجانب من حياتك الاجتماعية؛ الأسرة والأبناء؟:

لي زوجتان:

• الأولى: أم بلال توفيت قبل أربع سنوات في السعودية، ودفنت في مكة المكرمة، ولها ولدان: بلال ومحمد، وثلاث بنات.

• الثانية: أم عبد الرحمن وهي تعيش معي الآن في تركيا، ولها ولدان عبد الرحمن وعبد العزيز، وثلاث بنات.

• وهي خريجة كلية اللغة العربية من جامعة الملك عبد العزيز في جدة وأكملت الماجستير في جامعة عدن، والدكتوراه في جامعة أم درمان الإسلامية في الخرطوم في السودان.

نرجو تعريفنا بمسيرتك العلمية في مراحلها الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية؟

• درست في بداية حياتي على والدي – رحمه الله – فختمت القرآن الكريم، وتعلمت الكتابة والقراءة والحساب قبل أن أدخل المدرسة الابتدائية.

• عندما دخلت المدرسة الابتدائية كنت لا أعرف كلمة واحدة باللغة العربية، ولا أعرف غير لغتي الأصلية الكوردية لغة الأم، ثم تعلمنا لغة العقيدة، ولا بد لكل مسلم من أن يجيد لغتين، لغة أمه، ولغة عقيدته، ولكن مع الأسف إن القوميين العرب كرَّهوا الناس بهذه اللغة.

• درست المرحلة الابتدائية في منطقتي، وبعد أن انهيت هذه المرحلة شجعني والدي على دراسة الشريعة الإسلامية، فسجلني في الإعدادية الشرعية في مدينة دير الزور عام 1965م وأمضيت فيها سنة من عمري ثم انتقلت إلى الثانوية الخسروية في حلب، فأكملت فيها المرحلة المتوسطة والثانوية عام 1970م، وبعد ذلك بذل الوالد جهوده فحصلت على منحة من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وسافرت إليها، فوصلت إلى مطارها في 3 رمضان 1391هـ، الموافق لعام 1971م.

• عشت في المدينة المنورة خمس سنوات كانت من أحلى أيام حياتي، حصلت فيها على شهادة الليسانس من كلية الدعوة وأصول الدين عام 1975م بتقدير ممتاز، وكان بحثي في التخرج عن الشيخ النورسي – رحمه الله – لأنني محسوب من طلابه، حيث تم نشر الرسالة التي أرسلها له الوالد باسمي في كتاب تاريخ حياته.

• ثم أكملت دراستي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في كلية الدعوة وأصول الدين، وحصلت على الماجستير عام 1979م بتقدير جيد جداً.

• وتعاقدت معي الجامعة كمحاضر في أحد فروعها كلية الشريعة وأصول الدين في مدينة أبها، وأثناء إقامتي في أبها سجلت الدكتوراه في نفس الجامعة، وحصلت عليها عام 1984م بمرتبة الشرف الأولى.

• ما موضوع رسالتي الماجستير والدكتوراة؟

• كانت رسالة الماجستير بعنوان "اليهود والنصارى في ضوء سورة المائدة"، ورسالة الدكتوراه "تحقيق كتاب التكميل والإتمام لكتاب التعريف والأعلام لابن عسكر المالقي الأندلسي".

من أهم الأساتذة الذين تأثرت بهم، وشيوخ العلم والتربية والدعوة؟

• في مجال الدعوة:

• تأثرت بالأستاذ محمد فاروق البطل، واستفدت منه كثيراً، وقبله والدي – رحمه الله – والأستاذ إبراهيم القادري، وبعد ذلك تأثرت بالشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ سعيد حوى، والدكتور حسن هويدي، والأستاذ عدنان سعد الدين، والأستاذ علي صدر الدين البيانوني، والشيخ مصطفى المراد.

• في مجال العلم والتربية:

• الدكتور محمود ميرة، والشيخ محمود فايد من مصر، والشيخ رمضان، والشيخ عبد العزيز بن باز، والدكتور عبد الله زايد، والدكتور خالد عجيمي، والأستاذ صالح طعمة، والعلامة الشيخ عبد الرحمن زين العابدين.

ما أهم الأعمال العلمية والدعوية التي قمتم بها والوظائف التي أسندت إليكم؟

• عملت في مجال التدريس 28 عاماً في السعودية، وعامان في تركيا.

• في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الملك خالد بأبها، وجامعة الأعمال والتكنولوجيا في جدة، والجامعة العثمانية في تركيا.

• لم أعمل في مجال الإمامة والخطابة، ولكن عملت في مجال الدعوة عندما كنت في المدينة المنورة والرياض حيث كنت عضواً في لجنة النشاط لطلاب المنح، وخصوصاً في الرياض، وكذلك في أبها كنت مسؤول نشاط طلاب المنح.

• وأيضاً كنت أشرف على الطلاب الكورد في الجامعات في كل من مصر والأردن والسودان وغيرها، ولا زال عملي مستمراً في نفس ميدان الشباب، والله الموفق.

• وتعاونت مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جدة حيث كنت رئيساً للجنة إعداد المناهج الدراسية الابتدائية والمتوسطة والثانوية للصومال، واستطعنا خلال أربع سنوات إعداد هذه المناهج وطباعتها وشحنها إلى الصومال ولله الحمد والمنة.

وكان هذا بتوفيق من الله، لأننا كنا في سباق مع الزمن لوضع منهج قبل منهج المؤسسات التنصيرية التي كانت تعد مناهج للصوماليين باللغة الصومالية، وكان فيها الدس والانحراف.

• وتعاونت مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي في جدة في بناء المساجد والمدارس ودعم طلاب العلم والفقراء في كردستان العراق.

• وأيضاً كنت رئيساً للتحرير لمجلة مقاربات في الشريعة والفكر والحضارة التي يصدرها المجلس الإسلامي السوري مدة من الزمن.

ما هي أبرز المؤلفات والأبحاث والمقالات التي أصدرتموها؟

1) العولمة النيوليبرالية وخيارات المستقبل.

2) دعوى تقارب الأديان في العصر الحاضر.

3) موقف الإسلام من الظاهرة القومية.

4) الشيخ بديع الزمان عالماً ومفكراً وقائداً.

5) نحو منهجية راشدة في الحوار.

6) انجازات الخلافة الراشدة في عهد عثمان رضي الله عنه.

7) التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق.

8) منهجية البحث في التفسير الموضوعي.

9) الإتحاد الإسلامي في كردستان العراق.

10) القرآن واللسان اختلاف الألسنة في ضوء القرآن الكريم.

11) التاريخ تقرره الأفكار لا الأسلحة.

12) خيرية أمة.

13) لتعارفوا خطوة نحو المشترك الإنساني.

14) الواقع التاريخي للإدارة في الدولة الإسلامية.

15) واقعنا والتحديات المعاصرة.

16) افتتاحيات مجلة مقاربات.

ما هي أهم البلاد التي زرتها؟ والمؤتمرات التي شاركت فيها؟

1) شاركت في مؤتمري الخليج الأولى والثانية في مكة المكرمة.

2) شاركت في مؤتمر علماء الأمَّة في القاهرة.

3) شاركت في المؤتمر العام لحماس في الجزائر.

4) شاركت في مؤتمر كوالالمبور للفكر والحضارة في ماليزيا والسودان وتركيا، لأنني عضو في المؤتمر.

5) شاركت في مؤتمر رابطة العلماء السوريين في تركيا لأجل سورية.

6) شاركت في مؤتمر الإتحاد العالمي للعلماء المسلمين في تركيا.

• زرت الأردن والعراق والإمارات وقطر والسعودية ومصر ولبنان وتونس والجزائر وباكستان والهند وبنغلاديش وتركيا.

ما عملك الحالي ونشاطاتك العلمية والدعوية؟

• الاهتمام بالطلاب، وتأمين المنح لهم، وتوجيههم.

• وأنا عضو الأمانة العامة للمجلس الإسلامي السوري.

• وعضو الأمانة العامة لرابطة العلماء السوريين.

• وأعمل مع هيئة علماء الكورد في سورية والخارج.

• مقيم في إستانبول.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

نشكر أستاذنا الكريم على تكرمه بالإجابة على أسئلتنا في هذا الحوار، ونرجو أن يكون بداية لحوار آخر معمق نستعرض فيه أهم أفكاره ورؤاه لواقع العالم الإسلامي وسبل النهوض به.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين