حكم رد السلام على المرسل

نص الاستشارة :

 

 

يقول لي شخصٌ: فلان يُسلِّم عليك، فهل يجب عليَّ ردُّ السلام مع أنَّ مرسله غائب؟ وإذا أوصاني شخصٌ أن أوصل سلامه إلى فلان فهل يجب عليَّ أن أوصل سلامه إلى فلان؟ وإذا وصلتني رسالة من شخص يسلِّم فيها عليّ فهل يجب عليَّ أن أردَّ السلام عند قراءة الرسالة؟ وإذا كتب لي أن أسلِّم له على فلان وفلان فهل يجب عليّ أن أبلغ سلامه؟

الاجابة

1 ـ إذا جاءك شخصٌ، وقال لك: فلان يُسلِّم عليك، وَجَب عليك  أن تردَّ السلام فوراً، ولو كان المرسل غائباً، لأن ردَّ السلام حقٌّ لله تعالى، والأولى أن تردَّه على حامل السلام أيضاً فتقول: وعليك وعليه السلام.

2 ـ إذا أوصاك شخص أن تبلِّغ سلامه إلى فلان، فإن اعتذرت عن الإيصال فلا شيءَ عليك، وإنْ رضيتَ بتحمُّل هذه الوصية، وجب عليك التبليغ حسب الإمكان، لأنَّ ذلك نوع من الأمانة، وإن قلت لمن أوصاك: سأبلغ سلامك إلى فلان إذا قابلته فلا يجب عليك أن تذهب أو تفتِّش عنه، بل عليك التبليغ عند المقابلة.

3 ـ إذا وصلتك رسالة من شخص ومرسلها يُسلِّم عليك فيها، وَجَب عليك الرد لفظاً أو كتابة، وإذا كتب لك أن تُبلِّغ سلامه إلى فلان فينبغي إيصال سلامه عند المقابلة إن لم يكن هناك مانع من ذلك.

وقد وَرَدَ  حديثٌ نصُّه: (ردُّ جواب الكتاب حَقٌّ كردِّ السلام)، وهو حديث ضعيف، أخرجه ابن عدي كما في (الجامع الصغير) للسيوطي.

وفي حاشيته للشيخ الحفني أن معناه: ينبغي ردُّ جواب المكتوب، لأن ترك ذلك ربما يورث حقداً في  النفوس، وإذا تضمَّن الكتاب سلاماً وَجَب رده على الفور كما إذا سلم وهو حاضر.

والذي نقوله: إنَّ إرسال جواب الرسالة أمرٌ مندوبٌ لا واجب، لأن الوجوب لا يثبت بالحديث الذي استند إليه الشيخ الحفني، ولا يمكن أن يقال: إن المرء مكلف بكتابة الجواب لكلِّ من كتب له، بل هو أمر مستحسن كما قلنا، والمسألة مذكورة في مصادر كثيرة منها:

1 ـ الجامع الصغير بشرح العزيزي 2/316.

2 ـ رد المحتار لابن عابدين 6/415.

3 ـ الفتاوى الفقهية لابن حجر المكي 4/246.

4 ـ فتاوى شمس الدين الرملي 4/49.

الشيخ عبد الكريم الدبان ـ مجلة التربية الإسلامية العدد 6 من السنة 22(1400-1979)


التعليقات