حكم تهريب الوقود من سوريا إلى تركيا

نص الاستشارة :

السادة في لجنة الفتوى في رابطة العلماء السوريين السلام عليكم تحية طيبة وبعد : ما حكم أخذ الوقود من القرى المحررة ـ خاصة النصيرية ـ وأخذها كغنائم ، وتهريبها إلى تركيا ، حيث السعر أرفع بكثير ، مما زاد أزمة الأسعار على المواطن السوري ، وسبب في ارتفاع لقمة العيش من الخبز وغيره ، نرجو تبيان ذلك ، وجزاكم الله خير الجزاء.

الاجابة

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن الناس في سورية اليوم يمرون بظروف صعبة وعصيبة، يطول سردها وبيان تفاصيلها، ومن جملتها نقص الوقود بكل أنواعه، خصوصاً وأننا مقبلون على فصل الشتاء شديد البرودة، وموارد الطاقة تكاد تكون منعدمة في بعض الأحيان، ولذلك فإن تصدير الوقود وتهريبه إلى الدول المجاورة سيزيد من معاناتهم، وسيكون المتضرر الوحيد من هذه العملية هو المواطن السوري، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا ضرر ولا ضرار) [رواه مالك].
ومن المعلوم أن من القواعد الشرعية أن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة، والمستفيد من هذه العملية هم فئة من الناس الذين يتاجرون بأزمات الناس ومصائبهم، ويستغلون هذه الظروف لثرائهم.
والواجب على كل مسلم في مثل هذه الظروف أن يواسي إخوانه من المسلمين، ويسعى في حاجاتهم وسد خلاتهم، ليحظى بوصف الله للمؤمنين أهل الصدق: (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) [الفتح]، ويتحقق بأخوة الإيمان التي أرشد الله إليها وقررها: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة) [الحجرات]..
وعليه فإن ما يؤخذ( غنائم ) من القرى المحرّرة من أتباع النظام ( وخاصة القرى النصيرية ) يردّ إلى المناطق والبلدات ( المسلمة) المحرّرة سابقاً والمنكوبة ، ( يوزعه الثوار أو يبيعونه لمن يحتاجه بسعر مناسب ) ويكون ثمنه لدعم الثورة ولا يخرج إلى تركيا ، لأن حاجة الناس في الداخل أهمّ وأولى .
وأما تهريب الوقود والاتجار به فلا يجوز؛ لأن التهريب الى تركيا تمنعه السلطات التركية فلا يجوز تهريبه إليها لأننا مطالبون باحترام أنظمتها كبلد مضيف - فيما لا يخالف الشرع - ويستثنى من ذلك ما قد يكون في السيارات عادة( لخدمتها ) حالة المغادرة إلى تركيا.. والواجب على هؤلاء التجار ( تجار الأزمات) أن يتقوا الله في عباد الله، فلا يستغلوا هذه الظروف لمصالحهم، بل يسعوا لتأمين احتياجات الناس وإرخاصها، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الصنف من التجار فقال: ( إنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يوم القيامة فُجَّارًا، إلا مَنِ اتَّقَى الله وبَرَّ وصَدَقَ) [أخرجه الترمذي].
والله تعالى أعلم"
لجنة الفتوى - رابطة العلماء السوريين
13/12/1433

 

 


التعليقات