حكم المضمضة في الوضوء

نص الاستشارة :

السلام عليكم ما حكم نسيان المضمضة وهل يبطل الوضوء والصلاة بتركها أسرح كثيرا في الوضوء ولا أعقل هل تمضمضت ام لا وشكرا.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

لا حرج عليك إن نسيت المضمضة في الوضوء ووضوؤك صحيح، فالمضمضة سنة في الوضوء، عند الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عن الإمام أحمد، وبه قال الحسن البصري والزهري والحكم وحماد وقتادة ويحيى الأنصاري والأوزاعي والليث، لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ}[المائدة:6]. فالوجه عند العرب: ما حصلت به المواجهة، وداخل الفم ليس من الوجه، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عشر من الفطرة وذكر منها المضمضة والاستنشاق) [أخرجه الترمذي من حديث عائشة رضي الله عنها]، والفطرة سنة، وذكرهما من الفطرة يدل على مخالفتهما لسائر الوضوء.

ولقوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي: (توضأ كما أمرك الله) [أخرجه الترمذي، من حديث رفاعة بن رافع، وقال: حديث حسن].

قال النووي: هذا الحديث من أحسن الأدلة، لأن هذا الأعرابي صلى ثلاث مرات فلم يحسنها، فعلم النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ أنه لا يعرف الصلاة التي تفعل بحضرة الناس وتشاهد أعمالها، فعلمه واجباتها وواجبات الوضوء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (توضأ كما أمرك الله)، ولم يذكر له سنن الصلاة والوضوء لئلا يكثر عليه فلا يضبطها، فلو كانت المضمضة واجبة لعلمه إياها، فإنه مما يخفى، لا سيما في حق هذا الرجل الذي خفيت عليه الصلاة التي تشاهد، فكيف الوضوء الذي يخفى. والله أعلم.


التعليقات