حكم العمل بشهادة حصل عليها الطالب بالغش

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله 

أنا طالب كنت أدرس بجد ولكن في سنة التخرج قمت بالغش في الامتحان وتحصلت بهذا الغش على الشهادة وأنا غير مقدر لعواقب هذا الغش..

قرأت العديد من الفتاوى بخصوص العمل بهذه الشهادة فمنهم من أفتى بجواز العمل بهذه الشهادة وأن الراتب حلال إن كان الشخص متقنا للعمل ومنهم من أفتى بضرورة مذاكرة المواد التي غش فيها وإعادة اختبار غير رسمي حتى وان كانت ورقة اختبار للسنوات السابقة لم تتطلع عليها ومنهم من أفتى بحرمة الراتب من مبدأ ما بني على باطل فهو باطل. 

أرجوكم ما أفعل وما أختار أريد أن أرضي ربي وأن أتوب وأن أواصل حياتي وأعمل وأتزوج وأواصل دراستي أيضا. وهنا لي سؤال هل المنحة التي سأتقاضاها عند مواصلة الدراسة حلال أرجوكم أفتوني فأنا حائر ومهموم وحياتي متوقفة على فتواكم وشكرا. 

الاجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد: 
فإنه لا يختلف أحد بحرمة الغش وسوء عاقبته، وهو نوع من خيانة الأمانة، وسؤال ولدنا الطالب عما حدث معه واعترافه بخطئه يدل على يقظة قلبه وصدق إيمانه إن شاء الله، ولا شك أن شهادته التي تحصل عليها ليست نتاج غش كامل، إنما حصل الغش ـ كما قال ـ في سنة التخرج، ولذلك أرى إن كان يشعر بتمكنه من تخصصه الذي هو فيه فليس عليه حرج أن يعمل بشهادته ويتكسب من خلالها، ويبني عليها ليكمل دراسته، ويستغفر الله تعالى مما بدر منه، ولا يعد إليه مرة ثانية، على أن يطور نفسه في تخصصه. 
فالشهادة في واقع الأمر لا تدل أن حاملها قد أتقن التخصص وأحاط به من جميع جوانبه، إنما هي دليل على أن حاملها يعلم ما يؤهله أن يبحث ويمارس ويطور نفسه في ميدان التخصص، فهي مفتاح لدخول ميدان التخصص وإتقانه. والله أعلم.

وقد أجاب أيضاً فضيلة الشيخ د. أحمد الحجي الكردي بما نصه:

إن كان المستفتي يظن أنَّه كان سوف ينجح بدون هذا الغش ولو بعلامات أقل، فشهادته صحيحة وله أن يعمل بها، وإن كان يظن أنَّه لم يكن لينجح بدون هذا الغش فشهادته ليست له، ولا يجوز له العمل بها، والله تعالى أعلم.

لجنة الفتوى
رابطة العلماء السوريين
28 – 12 – 1436هـ 


التعليقات