حكم الإصرار على الصغائر

نص الاستشارة :

يقول بعضهم: إنَّ الإصرار  على الصغيرة حكمه حكم ارتكاب الكبيرة، فهل هذا صحيح؟

الاجابة

السؤال حول من يعرف أن هذا الذنب من الصغائر فيصر عليه و يرتكبه مراراً والذي يظهر لي ـ و الله أعلم ـ أن ذلك إذا كان بسبب التهاون وعدم المبالاة فلا يعد أن يكون قريباً من ارتكاب الكبيرة، وإلا فلا، ولاسيما من استغفر وندم فإنه لا يعتبر مصراً.

وقال القاضي الشوكاني في كتابه: (إرشاد الفحول) ص 53: وقد قيل: الإصرار  على الصغيرة حكمه حكم مرتكب الكبيرة.

وليس على هذا دليل يصحُّ التمسك به، و إنما هي من مقالة لبعض الصوفية فإنه قال: لا صغيرة مع الإصرار ، وقد روى بعض من لا يعرف علم الحديث هذا اللفظ وجعله حديثاً، ولا يصحُّ ذلك.

بل الحق أنَّ الإصرار  حكم ما أصر عليه، فالإصرار  على الصغيرة صغيرة، والإصرار  على الكبيرة كبيرة. انتهى كلام الشوكاني.

وهو ـ كما ترى ـ ينفي أن يكون هناك حديث بذلك، لكني وجدت في (الجامع الصغير) للسيوطي 3/474 (بشرح العزيزي) الحديث: (لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار )، وأشار السيوطي إلى أن الحديث في (مسند الفردوس) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وابن كثير في تفسيره 1/407 حول قوله تعالى:[ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ] {آل عمران:135} . قال نقلاً عن الحافظ أبي يعلى الموصلي بسنده عن أبي بكر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما أصرَّ من استغفر) ورواه أبو داود والبزار وهو حديث حسن. اهـ.

وفي كتاب (الزواجر) لابن حجر الهيتمي 2/179 عن الرافعي قال حول الصغائر: فإنْ أصرَّ كان كارتكاب الكبيرة اهـ.

والله سبحانه أعلم بالصواب.

 

***


التعليقات