حرق الفلوجة وإبادتها

 

 

       الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن تبع هداه.

 

       أمَّا بعد: فإنَّ الفلوجة معقل السنة، ومدينة المساجد، وتخرَّج فيها مئات من علماء السنة من خلال المدراس الدينية فيها، وهي رمز الجهاد ضد المحتل الأمريكي المُعتدي؛ لذا أصبحت هدفا من قبل الحاقدين عليها.

 

       قتلٌ وتجويعٌ وتشريدٌ لساكنيها، وهدمٌ وحرقٌ للمساجد والدور والمستشفيات.

 

       (فداعش) تحاصرهم ليموتوا جوعا؛ وليكونوا الهدف للراجمات والقاذفات، ثم تخرج مُسَلِّمَةً المدينة بطبق من ذهب بيد الميليشيات الطائفية الارهابية منهكةً.

 

       و(الميليشيات الطائفية) المدعومة من الحكومة وإيران، تبغي القضاء عليها وعلى أهلها تحت ذريعة مقاتلة (داعش) وتحريرها من داعش من خلال ما يُرمى عليها من عتاد ثقيل ومدمر.

 

       ورئيس الوزراء يوصي بعدم المساس بالأهليين والمدنيين وهو يعرف أن قوله هذا شبيه بقول الشاعر:

 

ألقاه في اليم مكتوفا وقال له:      إيَّاك إيَّاك أن تَبْتَلَّ بالماءِ

 

       فالله لكم يا ساكنيها، والله لكِ يا مساجدها ومساكنها.

 

      وفي هذه الظروف الحالكة عليها وعلى مدن السنة الأخرى نرى أن للطائفين وللطائفية دوراً في إظهار الحقد عليها بأنها منبع الإرهاب، فالصاروخ الذي يطلق عليها كُتِبَت عليه ألفاظ الطائفية، ثم يُكشف القناع من قبل الآخرين بألفاظ الحقد والطائفية المقيتة، فحاكم العراق في الواقع قاسم سليماني وأذنابه في العراق: يريد محوها من الوجود عَلناً وأمام ومرآى ومسمع من العالم.

 

       وليت شعري إذا أُبيدت الفلوجة فهل ينتهي الإرهاب باعتبارها المصدرة للإرهاب؟! ولماذا هذا التنكر لمن جاء بالإرهابيين؟! وما هو السبب لإيجادهم؟!

 

       أليس إبادة النساء والأطفال وهدم المساجد من المليشيات إرهاباً أيضا؟!

 

       لذا نُدين مثل هذه التصريحات والأفعال، وندعو لأهل الفلوجة بالصبر فإن مع العسر يسراً.

 

       ونقول للجانب الثاني: إن الطائفية فشلت في العراق، فارجعوا إلى توحيد العراق باسم العراق والعراقيين لا غير، ودعوا النزعة المذهبية فإنها نتنة ومفرقة.

 

والله ولي التوفيق ،،،

        

 أ.د. عبدالملك عبدالرحمن السعدي

18/شعبان/1437هـ

25/5/2016م