حرب غزة يوميات ومشاهدات.. من قلب غزة إلى أمة الإسلام

قرأت صباح هذا اليوم نقلا عن حساب أحد إخواننا الأفغان (مشفوعا بالصور):

"هدية من أفغانستان إلى غزة الجريحة، مساعدة بسيطة وهدية نقية إلى الإخوة والأحباب في غزة الجريحة، خذوها منا كهدية ولو كانت بسيطة، وأنتم تستحقون أكثر، تقبلوها منا كَتَمْر أبي عقيل رضي الله عنه لتجهيز الجيش في غزوة تبوك".

على كثرة ما وصل غزة من الخير من إخوانهم المسلمين في أقطار الأرض غير أن هدية الأفغان عزيزة وغالية علينا، إنها أرض الجهاد والبطولات، والعزة والإباء، سلام عليكم أيها الثابتون في ذُرى الهندكوش، إني لأسترجع اليوم ذكرى نصركم وفتحكم القريب الذي فرح به أهل الإسلام، كتبتُ في ذاك اليوم:

"يا إخواننا المجاهدين في أفغانستان، إن قضيتكم قضيتُنا، وجهادَكم جهادنا، ونصرَكم نصرُنا، وعزَّكم عزُّنا، الدم الدم والهدم الهدم، إننا اليوم نفرح لفرحكم، ونسالم من سالمكم، ونتولى من تولاكم، ونعادي من عاداكم.

لله دركم وأنتم تسطرون ملاحم البطولة والإباء على أرض كابل، إن نصركم هذا ثمرةُ الإعداد والصبر والثبات، والفقهِ والتجارِب، فاثبتوا واستعينوا بالله، فإن الله معكم، ولن يَتِرَكُم أعمالكم، وإن أمة الإسلام من ورائكم، وحسبُكم شرفا وسؤدَدًا أن تكونوا اليوم طليعةَ الأمة في كسر هذا الطغيان الجاثم على أهل الإسلام، إي والله، حسبكم ذلك شرفا".

وإني لأرجو الله أن يحفظ على إخواننا هناك -وفي كل بلد من بلاد الإسلام- دينهم وبلادهم، ويجنبهم الشدائد والفتن، ويهديهم لأرشد أمرهم.

ما أعظم أخوة الإيمان، ورابطة الإسلام! إنها أقوى من كل رابطة، أقوى من روابط البلاد والجماعات والأحزاب والتنظيمات والجمعيات والمؤسسات وغير ذلك مما يجتمع عليه الناس، فكلها في الأصل لا يُشرع أن تؤسس إلا لإقامة دين الله، ونصرة عباده وأوليائه، فهي وسائل لتحقيق هذه الغاية العظيمة، والوسائل لا تعود على الغايات بالإبطال.

إننا نشكر لإخواننا المسلمين في كل مكان هبتهم لنصرة إخوانهم، ونسأل الله سبحانه أن يمن عليهم بالعافية، ويستعملنا وإياهم في نصرة دينه وشريعته، وهذا ليس مستغربا على أمتنا المباركة، وشعوبنا الأبية، فإنه ما نزلت بالمسلمين نازلة إلا قام أهل الإسلام فيها لنجدة إخوانهم، وبذلوا فيها دماءهم قبل أموالهم، فالله يبارك سعيهم وجهادهم.

وإني في هذا المقام أنوه بحملتين كان لهما أثر عظيم مبارك في قطاعنا الحبيب (مع اعترافي بأني لست متابعا للعمل الخيري الإغاثي في القطاع، وإنما أكتب عما رأيت):

الأولى: حملة (جاهد بمالك) التي يقوم عليها عليها بعض إخواننا في الشام بإشراف أخينا الزبير الغزي ابنِ غزة الأبية، فقد قام مع إخوانه بما لم تقم به مؤسسات وجمعيات ودول، ووصلتْ حملتهم ومساعداتهم (نقودا وطعاما وشرابا وكساء) إلى كل مكان في غزة شمالا وجنوبا، مع ترتيب وتنظيم وحسن إخراج، فالله يجزيهم عن أهل غزة أحسن الجزاء، ويبارك في حملتهم، ويُجزل لهم المثوبة في الدارين، اللهم آمين.

الثانية: حملة إخواننا وأخواتنا في قطر، هذا الشعب الوفي الأبي الكريم المعطاء، والشيء من معدنه لا يستغرب، أينما توجهتَ في غزة تجد لهم ذكرا وأثرا.

ما أكثرَ ما رأيتُ في الحملات والإعلانات: "تبرع كريم من فاعلات الخير في قطر"، لقد أمطرْنَ غزة بالخير أمطر الله على قبورهن شآبيبَ الرحمات، وأخلف عليهن، وبارك فيهن.

فنحن بيت واحد في الأَسى

*** وفي الهَنا نفس لنفس تَقي

من يمن الدنيا إلى شامها

*** من مغرب الأرض إلى المشرق

فدار كل مسلم دارنا

*** وإنما غزة من جِلَّق

وإنما بغداد من كابُل

*** وإنما صَنْعا من الـمَنْدَق

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين