حالش يرد على الإسرائيليين في العتيبة

 

أليس جريمة حرب أن يعرض إعلام بشار أجساد الضحايا السوريين بالطريقة البشعة التي رآها العالم

الأستاذ زهير سالم

 مداراة للخزي والعار الذي كلل عصابات حالش وعصابات بشار باستخذائهم أمام طائرات العدو الصهيوني التي قصفت أرضنا على حدود سورية ولبنان ،قامت عصابات حسن نصر الله بدوافع انتقامية ثأرية بإعدام مجموعة من المدنيين الأبرياء في منطقة العتيبة في ريف دمشق . في مجزرة جديدة رهيبة راح ضحيتها العشرات من المواطنين السوريين .

وعلى الفور قام إعلام العصابة الأسدية ، ولكي يغطي على الجريمة النكراء ، بالزعم أن قوات العصابات الأسدية قد أوقعت في كمين عددا كبيرا الإرهابيين ، وحققت انتصارا ضخما عليهم ، وقتلت منهم قريبا من مائة وخمسين شخصا !! وأقدم هذا الإعلام الهمجي والمنحط على عرض صور رعيبة ومؤلمة للأجساد الآدمية منثورة على الأرض مما يتنافى مع أبسط مواثيق الشرف الإعلامية وأدنى مستويات الاحترام لحقوق الإنسان ..

ولقد لاحظ المتابعون للمشهد المؤلم الذي عرضه تلفزيون بشار وجود عساكر يتحدثون اللهجة اللبنانية في عداد الجنود المحيطين بالجثث البريئة  ..

كما لاحظوا أن الجثث ، التي زعمت وكالة سانا أنها لإرهابيين قد تم قتل أصحابها في معركة ، أنها لمواطنين مدنيين أبرياء قد تم إعدامهم على نسق واحد ، والإطلاق عليهم بطريقة منظمة مما ينفي حدوث معركة حربية في المنطقة أصلا ..

إننا وفي سياق الوقائع والقرائن المحيطة بالحدث الجريمة نؤكد ...

أن ما حدث في العتيبة كان جريمة طائفية شاركت فيها عصابات حسن نصر الله مع عصابات بشار ، ومجزرة جديدة تنفذ على أبناء شعبنا ويروح ضحيتها المزيد من المدنيين الأبرياء ..

ونعتبر الصور الرعيبة والمؤلمة التي تم عرضها على التلفزيون السوري نوعا جديدا من جرائم الحرب ، وخرقا إضافيا لمواثيق حقوق الإنسان ، ولقواعد العمل الإعلامي . وبغض النظر عن حجم الألم الذي تثيره هذه الصور في نفوس الرجال والنساء والكبار والصغار ، فإن من حقنا أن نشير إلى أن ما اقترن به عرض هذه الصور من روح النقمة والشماتة سيؤجج المزيد من مشاعر النقمة والكراهية في نفوس أولياء الضحايا وأنصارهم ، وسيكون لها تداعياتها المستقبلية في تدمير العلائق الاجتماعية ، مما يهدد بل يحبط كل ما يدعيه المدعون من حديث عن حل سياسي وسلم مجتمعي أهلي  ..

وإنه لجدير بالمجتمع الإنساني الذي عودنا الإشارة في تقاريره المجحفة إلى الأخطاء العارضة التي يرتكبها أفراد أن يتوقف بجد عند الإرهاب المنظم الذي يمارسه من يدعي أنه يمثل الدولة والنظام العام والذي لا يزال المجتمع الدولي يمنحه منبرا للكلام في المؤسسات الدولية ..

إن من الحق أن نقول لهذا العالم كفي استهتارا بدماء السوريين وبآلامهم ، وكفى ازدواجا في المعايير ، وكفى عنصرية في تطبيق قواعد القانون الدولي العام  ..

إن إدارة الظهر للمشكلات لن يحلها وإنما سوف يفاقمها . وإن شعبنا الذي خرج يغني للحرية ويطالب بالعدل وبكل القيم الكونية الخيّرة يجد نفسه اليوم يدفع ثمن مطالبه العادلة فواتير متعددة ولجهات متعددة في الوقت نفسه ...

لن نضيف جديدا إذا قلنا نشجب ونستنكر وندين ونرفض فالجريمة التي تننفذ على أبناء شعبنا أكبر من كل ما تملكه كل لغات الأرض من صيغ الإدانة ...

وإنما سنقول لحسن نصر الله ليس في يبرود ولا في ريف دمشق يكون الرد على الإسرائيليين ...