جني الأموال من مواد لها حقوق ملكية

نص الاستشارة :

السلام عليكم، أنا اعمل مصمم تيشيرتات على موقع أمازون. كنت أصمم تصاميم مشابهة لتصاميم موجودة في لعبة كرتون أمريكية، وكان محبي تلك اللعبة يشترون تصاميمي وكسبت مالا من تلك التصاميم. ثم بعدها بحثت وعرفت أن هذا قد يكون انتهاكا لحقوق الملكية. الآن أريد أن أعرف حكم الأموال التي اكتسبتها هل يجب أن أردها إلى صاحب اللعبة الأمريكي (مع العلم أني أرسلت له عدة مرات على الايميل وعبر حساباته ولم أتلق أي رد) فماذا أفعل بتلك الاموال وصاحب اللعبة لا يرد علي؟

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله

لا شك أنّ الشريعة جاءت لتحفظ حقوق الناس، ومن هذه الحقوق الحقوق الفكريّة وحقوق الاختراع والتصميم، وهذه الحقوق محفوظة لا يجوز الاعتداء عليها، ولا انتهاكها للآخرين، ولا تزويرها واستعمالها بما لا يجوز، ولا التربّح منها فالكسب منها كسبٌ محرّم لا يجوز، وهذا في كلّ ما يسمّى (علامة تجارية) مسجّلة بشكل نظاميّ، وأمّا غير المسجّلة فإنّ الأبرأ للذمّة كذلك ألا ينتفع المرء منها ماديًّا، وألاّ يستعملها بطريقة موهمة أنّه صاحب العلامة التجارية أو أنّه مالكها، فإنّ هذا من الغشّ الذي نهينا عنه وإن لم يكن قانونًا ملزمًا بين الناس في الدنيا، فإنّ الإثم قد ينال فاعله في الآخرة، فالأصل عدم الاعتداء على هذه العلامات وعدم استعمالها فيما لا يرضي الله تعالى، والكسب منها مكروه على كلّ حال لوجود الشبهة فيه.

لكنّ هذا قد يحتلف عن استعمال الرسوم المشهورة المتداولة بين الناس، فإذا انتشرت هذه الرسوم ووجدت في أيدي الناس وأتيحت مجانا في مواقع التصاميم أو عبر وسائل التواصل أو في المقاطع المصوّرة فلم يبق لها خصوصيّة العلامة المسجّلة، والعمل بها ليس ممّا يمكن منعُهُ عادةً، ولذا فالتكسّب منها ليس حرامًا؛ ما لم تزعم للناس أنّك المنتج الأصليّ لهذه القطعة، أو أنك صاحب هذا المنتج الوحيد، فالكسب منها مكروه فيه شبهة وإن تحقق وجود ضابط عدم الغشّ، وعدم زعم أنّك صاحب هذه العلامة.

فنثمّن ما فعلت، وحرصك على ردّ الحقوق لأهلها، فبارك الله فيك وتقبّل منك، وإذا حاولت الاتصال بصاحب الحقّ الذي تعتقده ولم يجب على تواصلك معه مدّة كافية يجيب في مثلها الناس عادة على التواصل عبر هذه الوسائل؛ فيندب لك التصدّق بهذا المال، فهو أفضل للشبهة في كسبه كما تقدّم.

والله أعلم


التعليقات