.jpg)
التقديم للبحث:
انطلقت الدّراسة من بيان أهمية
البُعد الديني في مواجهة التوُّحش البشري على الشعب السوري، وقد جعلتُ القضية
السورية نموذجا لأنها الأبرز على الساحة الدولية، فقد فاقت القضية الفلسطينية من
حيث التّوحُّش.
عرفَّتُ في هذه الدراسة التوحُّشَ
البشري وصوره المتمثلة بالقتل والاغتصاب والتهجير والحرمان من الحقوق الإنسانية.
وانطلقت في الحديث عن هذه القضية من
الجوانب التاريخية للأحداث في سورية، مُبيِّنًا الجغرافية والحدود والتُّدرج
التاريخي للمأساة السورية انطلاقا من الاستعمار الفرنسي والروابط التاريخية بينه
وبين عائلة الوحش(الأسد).
ضبط البحثُ مفهوم الخير والشر وأظهر
الطائفية المقيتة للتوحش عند عائلة الأسد المتوحشة، وأهمية البُعد الديني في
الوقوف ضد هذا التوحش، وضرورة تلمس الحِكَم الإلهية، والإيمان بعدل الله المطلق في
محاسبة الجُناة ونصر المظلومين، وفي التقليل من قيمة الدنيا وأهمية التعلق بالآخرة.
الإنسان في كثيرٍ من الأحايين
انطلاقا من النوازع الموجودة فيه لا يبالي بهذه التعاليم الإلهية، وهذا ما وجدناه
في النظام الأسدي الوحشي، وبذلك تخلَّى الإنسان عن إنسانيته وصار متوحشا مفترسا
لبني جلدته، وقد شاء الله تعالى أنْ يجعل من الدِّين منطلقا للوقوف ضد التّوحش
الذي يمارسه الإنسان ضد أخيه الإنسان، وجعل الوقوف ضد ذلك نوعا من التدافع بين
الحق والباطل في آيات وأحاديث كثيرة تجعل من هذا العمل موتا في سبيل الله وإعلاء
لكلمة الحق.
انطلاقا مما سبق هذا جاءت الدِّراسة
مبينة أشكال التوحش الذي لحق بالسوريين وضرورة الاستناد إلى البُعد الديني في
التصدي لهذا التوحش، وتكمن إشكالية الدِّراسة تكمن في الإجابة عن سؤال رئيس هل ما
حصل في سورية هو عقوبة إلهية أم ابتلاء؟ وللإجابة عن هذا يستدعي الدخول في تفاصيل
الواقع السوري والكشف عن سجل النظام وسلوكياته، وأيضا كيف يتم استثمار التوجه
الديني في الوقوف ضد التوحُّش
وجاء اختيار القضية السورية لأنها
فاقت كلَّ القضايا، فالعدوان الطائفي الإيراني مع النظام الأسدي وبمساندة الأسلحة
الروسية فاق في وحشتيه العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وظهر من هذا أنَّ
العامل الأبرز في سبب الاختيار هو إظهار الصورة الحقيقية للنظام الوحشي الأسدي
وخاصة أنَّ هناك لهثا لإعادة إحضاره إلى الساحة الدّولية من جديد وكأنَّ شيئا لم
يكن.
ومن الواضح أن الغرض الرئيس من
الدراسة استثمار التنمية الدينية الإسلامية لأبناء الشعب السوري - ولكل من كان على
هذه الشاكلة – في التصدِّي للعدو
وتحويل الألم والظلم والتشريد إلى طاقة في المقاومة واستنهاض الهمم... وضرورة البحث
عن تلمُّس الحِكَم الإلهية مما يحدُث، ومحاسبة النفس والبحث عن أماكن التقصير وخاصَّة
في التخلي عن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومناصرة القضايا العادلة.
تكمن أهمية الدِّراسة في إيجاد
الحلول الدينية للتقليل من آثار هذه الأزمات وتجاوزها وخاصة القضية السورية
والفلسطينية وقضية كشمير وبورما وتركستان، فليس القصد امتصاص الأزمة وهو شأن مهم
بل تجاوز ذلك للتسلح بالحلول وقوفا ضد التّوحُش البشري، وليس خافيا أنَّ الإيمان
بالله تعالى ومقتضياته تصنع الحلول وتوجد البدائل.
وحدود الدراسة هي القضية السورية
انطلاقا من نظرة مجرَّدة من غير تسيس للموضوع، وأقصد بعدم التسيس أنَّ الموضوع ليس
سياسيا منطلقا من مصالح شخصية لدى الباحث، بل هو واجب ديني وإنساني لوضع العالم
أمام واجبه الأخلاقي في رفع الظلم عن الشعب السوري وعن كلِّ الشعوب المظلومة بغض
النّظر عن معتقدها الدِّيني.
وأما منهج الدراسة فقد اقتضت طبيعة
الدَّراسة اللجوء إلى المنهج التاريخي نبْشًا للجذور وتسلسلا للأفكار، وتم التعويل
على المنهج الوصفي الذي لم يفارق الدراسة توضيحا للصورة التي عاشها السوريون منذ
تولي عائلة الوحش للحكم في سورية.
ولم أجد دراسة سابقة اعتنت بهذا
الموضوع.
وتمَّ تقسيم الدراسة إلى مبحثين،
وتحت كل مبحث عدة مطالب، وللوصول إلى ما سبق تنوعت المصادر بين قديم وحديث، وديني
وسياسي، ووضعتُ روابط عدة لمشاهدة الصورة الحقيقية الواقعية للألم والصُراخ
والبكاء، والجوع والفقر، والظلم والاستبداد... من خلال المواقع الالكترونية،
فالصورة العينية تكشف الحقيقة أكثر من الكلام المكتوب.
الكلمات المفتاحية: التوحش البشري،
النظام السوري، العدل الإلهي، الحكمة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

التعليقات
يرجى تسجيل الدخول