تعليقاً على استهزاء حمزة يوسف بالثورة السورية

الحاكم يجب ان يصل الى الحكم باختيار الناس وموافقتهم

ويجب ان يحكم بالعدل والمساواة ويطلق الحريات ويرسخ القانون ويحمي القضاء العادل وينشر العلم والتنمية والحضارة ويقضي على الفساد والجهل والمرض...

ويجب أن يعطي الناس فرصة لمحاسبته بالعدل دون خوف أو قمع...

هذا الحاكم له الاحترام وتلزم طاعته ومناصحته ...

ولو أن الحاكم وصل الى الحكم بانقلاب أو تغلب وظلم الناس واستبد بهم ونشر الفساد فعلى الناس مناصحته فان ابى الإصلاح وقمع المصلحين وسجنهم وقتلهم... فللناس الثورة عليه وازاحته بالقوة لإرساء الحرية والعدل والشورى من جديد... كما فعل موسى عليه السلام مع فرعون مثلاً

وهناك في الفقه من يزعم أن على الناس أن تصبر على الحاكم مهما كان ظالماً وفاسداً. وهو زعم محدود ممجوج مرفوض. 

ولكن هناك مستوى آخر يدعو الى الصبر على الحاكم ليس في كل الأحوال بل اذا كان احتمال نجاح الثورة ضعيفاً والأضرار كبيرة... 

ولذلك يحاول الحكام الظالمون الفاسدون ان يجعلوا ثمن الثورة باهظاً ليكسبوا إلى صفهم هذا الصنف من الفقهاء والفتاوى...

والحال أن الثورة عندما تحدث لا تنتظر أحداً بل هي تكون بمثابة السُنن والأقدار التي تقع ولايمكن ايقافها ويصعب التأكد من نتائجها...

وفي هذه المنطقة الرمادية يصول علماء السلطان المستبد ويجولوا بليّ اعناق النصوص ولوم الثوار على ثورتهم وخاصة في لحظات اشتدادها وقبل أن تنتهي بالنصر وتحصيل المكاسب...

هؤلاء "العلماء" الذين يقفون في وجه الثائرين على الظلم والفساد، يسيؤون الى الثورة والثوار، وإذا اعترض الناس على سخريتهم من الثورة فانهم "يعتذرون" ولكن اعتذاراً فيه تلبيس:

هم لا يسمون الثورة باسمها بل يسمونها مأساة او أزمة ولا يقرون بشرعيتها وقانونيتها...

لا يتراجعون عن أصل رفضهم للثورة على الظلم، 

كل ما في الامر أنهم يريدون ان يمتصوا اعتراض الناس عليهم فيقولوا نحن نأسف لان كلماتنا فهمها بعض الناس بطريقة جرحتهم دون قصد منا!!! اعتذار لف ودوران لا يمس أصل الفكرة ولا يتراجع عن الفتوى الظالمة إنما يحاول فقط أن يعيد بعضاً من ماء الوجه المسفوح الذي تسببت به فتواهم الظالمة دون أن يقولوا حرفاً واحداً بالتراجع عنها. 

ثم لا ينسوا بأن يشيروا إلى أن هناك من يتسقط كلماتها بل من يتآمرُ على الخدش من سمعتهم!!! 

نريد اعتذاراً في بضع كلمات فقط: 

لقد اخطأت بالاستهزاء بالثورة واعتذر عن ذلك، 

وأُدين نظام أسد المستبد الفاسد الذي قتل وشرد واعتقل ملايين البشر دون وجه حق.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين