تعزية رابطة العلماء السوريين بالعالم الشهيد الشيخ خالد حمود الجميلي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

       الحمدُ لله على قَدرِه وقضائِه، والصلاة والسَّلامُ على سيِّد الكائنات سيدنا محمِّدٍ خاتم أنبيائه، وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى ومن خيرة أوليائه.

 

       (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171)) آل عمران.

 

       وبعد:فتتوجه رابطة العلماء السوريين للمسلمين عامّة، وللعراقيين والأنباريين ، وإلى أهل الشهيد السعيد خالد حمود الجميلي وذويه وأحبابه خاصَّة بأصدق التعازي، داعين المولى جلَّ شأنَهُ- أن يمنَّ عليهم بالصبر وأن يتغمد الشهيد برحمته، وأن يتقبَّله مع أحبابه ويعوِّض المسلمين من يسدُّ ثغرتَه، وأنْ يعجِّل بالانتقام من قتلته، وقتلة أمثاله، إنه سميع مجيبٌ.

 

 ولا يزال ركب الشهداء متتابعاً لا انقطاع له منذ بداية الإسلام إلى أن تقوم الساعة، ولا تزال قوافل العلماء تتقدم الركب المبارك ، ومن هؤلاء  السائرين في هذا الركب: العالم المجاهد الصابر الزاهدُ الشيخ خالد حمود الجميلي؛ إذ كانت أمنيته في مواقفه الجهادية نيل إحدى الحسنيين:

 

       1- الحصول على استعادة حقوق العراقيين المغدورة، والوقوف إلى جانب المظلومين والمظلومات، وإلى جانب المكوِّن الذي اتجهت ميليشيات القائمين على الحكم إلى القضاء على وجوده في العراق.

 

       2-  الشهادة في سبيل الله، وقد نال الشَّهادة على يد قتلةٍ مُجرمين لا يريدون للعراقيين الاستقرار والوحدة والتَّلاحم بين مكوناته.

 

       وكان يُعرف الشيخ خالد بحبه وتوقيره للعلماء واستجابته لتوجيهاتهم ونصائحهم وتقديره واحترامه لهم .

 

       إن الرابطة ندين ما قام به هؤلاء القتلة المجرمون، ونستنكر فعلتهم المقيتة كما نستنكر ما يقوم به حلفاؤهم في سورية من عمليات إبادة وقتل جماعي واستهداف للعلماء .

 

    وليست الحكومة العراقية عاجزةً عنْ إيقاف هذه الجرائم وهذا النَّزيف من دم العراقيين أوعن محاسبة القتلة المجرمين ؛ لأنّها هي من وَراء ذلك، وهي المؤازرة لهم والمُسهِّلة كل الوسائل لقيامهم بذلك.

 

       فإنَّ كلَّ ما يجري من اغتيالات واعتقالات ومداهمات ومفخخات وغدر بالأسلحة الكاتمة هم وراؤه. 

 

          ولا يسعنا بهذه المناسبة الأليمة إلا أن نسأل الله  عز وجل أن يعجّل بالفرج عن أهلنا في سورية والعراق ومصر وسائر بلاد الإسلام، وان يكشف عنهم المحن ، ويحقن الدماء، ويكف عدوان المعتدين الآثمين، ويجمع كلمة العاملين المخلصين .

إنا لله وإنا إليه راجعون