تعزية بالعلامة الشيخ يوسف القرضاوي

تعزية بالعلامة الشيخ يوسف القرضاوي

 

{ يَـٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ * ٱرْجِعِىٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةًۭ مَّرْضِيَّةًۭ * فَٱدْخُلِى فِى عِبَـٰدِى * وَٱدْخُلِى جَنَّتِى }

[سُورَةُ الفَجرِ: ٢٧-٣٠]

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وبعد؛

فإنا نذكر مع رحيل العلماء الأجلاء حديث رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ( إنّ الله لا يقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُهُ من العباد، ولكن يقبِضُ العلم بقبضِ العلماءِ )،  والعلماء الصالحون هم  ورثةُ الأنبياء، وسُرُجُ هذه الأمّة ينيرون لها طريق الهداية، ويُرشدونها في ليلِ المصائب التي تنزِل بها.

وقد كان للشيخ الإمام يوسف القرَضاويّ رحمه الله تعالى قصْبُ السَّبْق في العلوم الشرعيّة، فكتب وعلّم، وأسّس لمدرسةٍ علميّة تغلّبت على الخلافات الموسميّة والنزاعات الفِرَقيّة بين مدارس أهل السنّة، وعزّزت قيم الوسطيّة والاعتدال في الأحكام الشرعيّة، مع الانضباط المنهجيّ والمدرسيّ ضمن إطار مدارس أهل السنة والجماعة، ونشط رحمه الله في نطاق العمل الجماعيّ الذي ارتضاه رحمه الله، وتجلى في إسهاماته المتنوعة ومن ذلك: تأسّيسه الاتحاد العالميّ لعلماء المسلمين؛ جامعًا لمدارس الأمة الإسلامية العلمية فيه.

و كان له التقدّم في الجهر بالمواقف الشرعيّة في وجه الظالمين، مجاهرًا بالحقّ الذي يعتقده لا يخشى فيه لومة لائم، يقوم إلى الجائرين فيأمرهم وينهاهم، ووقف مع الشعوب في مطالبها المحقّة، فأيّد ثوراتها، وسعى لنصرتها على الظالمين.

وإنّ رابطة العلماء السوريين إذ تنعى إلى العالم الإسلاميّ وطلاب العلم والعلماء العاملين والدعاة المخلصين من أبناء هذه الأمّة هذا الإمامَ العلَم يوسف القرضاوي فإنّها تسأل الله تعالى أن يتغمّده برحمته، وأن يكتب في سجلّ حسناته طلابًا انتفعوا من علومه، ومؤسّسات أنشأها في صحائف أعماله.

أعظم الله أجورنا وأجور أهله ومحبّيه، وعوّض الأمّة فيه خيرًا.

والحمد لله رب العالمين ،،،

رابطة العلماء السوريين

الاثنين 30 صفر 1444هـ الموافق 26 أيلول 2022 م