بيان هيئة علماء المسلمين‎ في لبنان: مناصرة


منذ أكثر من سنتين وتحديداً منذ الأسبوع الأول لاندلاع ثورة الكرامة السورية (في 20/3/2011) أصدر "ائتلاف شباب الثورة في سورية" بياناً اتهموا فيه "حزب الله" بالمشاركة في أعمال القمع، ثم تطور الأمر من الاتهام إلى الاعترافات على لسان قادة الحزب وأمينه العام، اعترافات معنونة بدعاوى الإفك "الواجب الجهادي" وممهورة بتوابيت الغدر الأسود. كل هذا وأحرار سوريا يتصدون لهذا التدخل الطائفي البغيض الذي يتدثر بذرائع حماية المقامات الدينية أو الحماية الانتقائية للبنانيين من لون طائفي واحد.
 
أما وقد وصل الأمر بـ "حزب الله" إلى شن حملات مسعورة وبغطاء ومساندة من الطيران الحربي الأسدي على قرى سورية يقطنها لبنانيّون وسوريون من انتماءات أخرى، وما حمله هذا التدخل من تداعيات على الساحتين السورية واللبنانية، وأمام عجز الدولة عن القيام بمسؤولياتها في حماية مواطنيها داخل الحدود فضلاً عمن هم وراء الحدود، فإن الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني إضافة للمسؤولية
السياسية التضامنية، تفرض علينا جميعاً التصدي وبكافة السبل لهذا المخطط الإجرامي بكل ما أوتينا من حكمة وحنكة.
 
أما لماذا القصير، فللأسباب التالية:
 
1-  تصدياً لمن باشر أو تسبب بالقصف المدفعي والصاروخي والجوي على المواطنين اللبنانيين في عرسال وعكار والهرمل وغيرها.
 
2-  حماية لسوريا من مشروع التقسيم ووأداً لمشروع دولة الساحل العلوية التي يسعى الطائفيون والتقسيميون إلى تأمين حيثياته الميدانية.
 
3-  حصانة للبنان من الوقوع بين فكي كماشة دولة يهودية على حدوده الجنوبية ودولة علوية على حدوده الشمالية.
 
4-  تصدياً لمشروع تفتيت المنطقة على أسس عنصرية ما يبرر إعلان يهودية الكيان الصهيوني وما ينتج عنه من تهجير لغير اليهود إلى دول الجوار.
 
5-  ردعاً لتمادي "حزب الله" في توغله داخل الأراضي السورية وولوغه في الدم السوري واستدراجه الساحة اللبنانية لمزيد من التورط في الأزمة السورية، وبعد فشل المناشدات والمبادرات الأخلاقية والإنسانية، ونقضه للمواثيق السياسية ومنها ورقة التفاهم مع التيار العوني وليس آخرها إعلان بعبدا.
 
6-  تصدياً للوكالة الإيرانية لحزب الله في تصدير الثورة إلى العالم العربي ومناطق الإنتشار اللبناني في العالم، يشهد لهذا تورط عناصره في البحرين واليمن والإمارات والسعودية والعراق وأوروبا وأفريقيا والأمريكتين، وما لهذا العبث من تداعيات سلبية على الأمن القومي العربي والأمن الإجتماعي في لبنان وصورة ومصالح اللبنانيين في العالم.
 
7- دعوة صادقة لحزب الله لإعادة البوصلة نحو قبلتها الأصلية عنيت بها فلسطين المحتلة، وانسجاماً ذاتياً مع منطلقاته العقائدية والسياسية في مواجهة الذين ظلموا لا الركون إليهم ومناصرتهم، والتزاماً ووفاءً بمتطلبات شعارات الوحدة الإسلامية.
 
وأما كيف، فإننا:
 
1- نتوجه إلى الله تعالى بخالص الدعاء وصادق اليقين بحوله وقوته وحكمته ورحمته، قياماً وصياماً ودعاءً ونفقة ونصرة، واثقين بنصره آملين بفضله، وبناءً عليه فإننا نعلن يوم الجمعة القادم يوم نصرة وجهاد مالي دعماً لصمود أهالي القصير وريفها قال تعالى: ﴿وأنفقوا فى سبيل ٱلله ولا تلقوا بأيديكم إلى ٱلتهلكة وأحسنوا إن ٱلله يحب ٱلمحسنين﴾، ويومي الإثنين والخميس يومي صيام، والإلحاح على الله بخالص الدعاء وخاصة في مواطن الإجابة ومظانها.
 
2- نطالب رئيس الجمهورية، بدعوة الأطراف الموقعة على إعلان بعبدا التأكيد على الإلتزام العملي بمضامينه، تحت طائلة تسمية المُخِلين.
 
3- نناشد الإخوة النازحين إلى لبنان بالالتزام بأعلى درجات ضبط النفس وعدم الإنزلاق نحو أي دعوة مشبوهة لتصفية الحسابات على الأراضي اللبنانية، ومن كان عنده فضل شجاعة وسلاح فإن الثورة السورية أولى به.
 
4- نلفت عناية وسائل الإعلام المسؤولة إلى ضرورة
التصدي للحملات الإعلامية الواسعة التي يشنها بعض الإعلام اللبنانيضد ثوار سورية بما يشكل تضليلاً للرأي العام من جهة، وتناغماً مع المواقف الأمريكية والصهيونية والطائفية من جهةأخرى، إضافة إلى ما يمكن أن يشكله هذا الخطاب التحريضي من استدعاء عن طريق الاستعداء لهذا الفريق أو ذاك.
 
 
 
 
5- نطالب الحركات والتيارات الإسلامية بتعزيز سبل التشاور والتآزر والتغافر فيما بينها، بما ينسجم مع مقاصد الشريعة ويحقق المصالح الشرعية.
 
6- نطالب الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني إلى تنسيق وتأطير جهودها لإنتاج ربيع مدني في وجه ديكتاتورية السلاح وفائض القوة التي طغت في البلاد فأكثرت فيها الفساد.
وختاماً نتوجه إلى الرأي العام، لمصلحة من السكوت عن هذا العبث الحدودي الذي تجاوز كل الحدود، وأوصل الكيان إلى تحدٍ وتهديد يلامس الوجود؟!
والله غالب على أمره
هيئة علماء المسلمين في لبنان
بيروت في 15 جمادى الآخرة 1434هـ = 25 نيسان 2013م