بيان هيئة علماء الكرد بشأن استعرض جثث الشهداء

بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم إنا نبرأ إليك من هذا الاستعراض المشين لجثث مواطنينا في شوارع مدننا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وبعد

لقد تابعنا بكل عبارات الشجب والاستنكار والإدانة مشاهد ا?ستعراض المخزي، لجثث عشرات القتلى على ظهر شاحنة مكشوفة في شوارع عفرين يوم 28نيسان الجاري، من جانب ميليشيات (ب ي د)و (ي ب ج)وقوات الحماية الشعبية، وسط أجواء فرح وشماتة واستفزاز لمشاعر الثوار وذوي هؤ?ء القتلى، ضحايا الحلف الأسدي الإيراني الروسي القذر وحلفائه الأذناب، في تحريض واضح على الشعب الكردي البريء، وفي دعوة صريحة للاقتتال الكردي-العربي، وضرب الوحدة الوطنية، وحرف الثورة السورية اليتيمة عن مسارها، وتمزيق أواصر الأخوة الإسلامية التي تجمع شعوب المنطقة من عرب وكرد وترك وقوميات أخرى.

إن هؤ?ء الذين نظموا هذا ا?ستعراض العار الغريب عن مجتمعنا الكردي المسلم، المستفز لمشاعر كل السوريين والعرب والمسلمين والشرفاء في هذا العالم، والمستهتر بكل القيم وا?عراف والتقاليد السائدة في المجتمع البشري، إنما يثبتون للعالم أجمع أنهم قتلة مجرمون إرهابيون عشاق دم، مطية لأعداء الشعب الكردي والسوري، ? يهمهم زجّ الكرد السوريين في معركة ليست لهم، بل يسعون نحو تحويل عفرين إلى كوباني ثانية، وتحويل الكرد المساكين البسطاء في المدن والمناطق السورية الأخرى إلى ضحايا ردود فعل غير متوازنة من جانب مكونات سورية أخرى.كل ذلك إرضاء للمجرم القابع في قصر المهاجرين في دمشق، وتنفيذاً لمخططات المحتلين الغزاة القتلة الفرس والروس.

إن هذه الجثث التي افتخر الإرهابيون بعرضها أمام الأطفال والنساء والرجال لمسلمين مواطنين من أبناء هذا الشعب، ومن الشهامة والبطولة والاستقامة دفنها وفق أحكام الشريعة الإسلامية كما يأمرنا الإسلام، ? التباهي بعرضها في الشوارع بشكل استفزازي وقح، في خطوة أقلّ ما يقال عنها إنها تعني التجرد من كل المعاني الدينية وا?نسانية، وإنها تعني الهمجية والوحشية وانعدام ا?خلاق وموت الضمير والهروب إلى ا?مام، والقفز إلى سفينة نظام بشار المتهالكة ا?يلة للغرق الحتمي بالرغم من كل الدعم وا?سناد الفارسي والروسي.

إننا في هيئة علماء الكرد ندعو علماء الكرد وأئمتهم والأحزاب الكردية ومنظمات المجتمع المدني الكردية وجماهير شعبنا قاطبة إلى إدانة هذه الجريمة البشعة واستنكارها والتحذير من تكرارها، والتأكيد على أنها جريمة بشعة غريبة عن قيم مجتمعنا وتعاليم ديننا الحنيف.

كما ندعو أبناء شعبنا السوري، عربا وكردا وتركمان والمكونات الأخرى، إلى التكاتف والتضامن في مواجهة هذه الفتنة التي افتعلها ونفخ في نارها أعداء شعبنا وثورته اليتيمة الصامدة المنتصرة بإذن الله، وتغليب لغة العقل، وتفويت الفرصة على هؤلاء الأعداء، الذين  عجزوا عن  تفجير المنطقة قوميا ليصبح الشعب الكردي أول ضحاياه.

وندعو شرفاء الكرد وعقلاءهم، إلى المبادرة  إلى غسل العار الذي ألصقه بهم عملاء مجرمون يتباهون با?جرام والوحشية وا?صطفاف إلى جانب المجرم القاتل ضد المظلوم، ندعوهم إلى إعلان انتفاضة كردية عارمة تعيد للكردي حقيقته ودوره المشرف وصورته الناصعة التي طمسها هؤ?ء ا?وغاد قبل فوات ا?وان، وصدق الله العظيم القائل:” واتقوا فتنة ? تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصّة".

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

          هيئة علماء الكرد

السبت 23رجب الخير1437هجرية

الموافق  30 نيسان 2016ميلادية