بيان من المجلس الإسلامي السوري بخصوص الإساءة لأهلنا السوريين في عرسال

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه, يقول الله تعالى في كتابه العزيز : ? لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ‌ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا? [النساء: ???].

 

أما بعد :

 

فإنّ المناظر التي بثتها وسائل الإعلام المرئية وتداولتها المواقع الالكترونية لتوضح بجلاء ما يقع على النازحين السوريين الذين لجئوا لإخوانهم في لبنان وجاوز عددهم مئة وعشرين ألفا في مخيمات عرسال وما حولها : إنّ تلك المناظر والمعلومات والانتهاكات كانت صادمة بل وفاجعة، فإحراق عشرات الخيام وامتهان المشتبه بهم بتعريتهم من ملابسهم وطرحهم أرضاً حتى لم يسلم من ذلك المسنون والمرضى والعجزة، وإذلال بعض النساء بالتركيع مع مارافق ذلك من كلام بذيء يخدش الحياء ويجرح الكرامة، مع التهديد والوعيد بامتهان الأعراض مما كان له أسوء الآثار النفسية عليهنَّ، وكذلك حصار ثمانمائة أسرة في جرود عرسال بين السماء والأرض بلا مأوى ولا مؤونة، كل ذلك يمثل انتهاكاً صارخاً ومأساة مستمرة لأولئك اللاجئين الذين كانوا ينشدون الأمن عند جيرانهم اللبنانيين .

 

لم يكن السوريون في أي بلد من البلدان التي هاجروا اليها سبباً في فتنة أو إثارة شغب، ولو تجاوز بعض الأفراد النظام فلا يصح عرفاً ولا يجوز شرعاً معاقبة الجميع والانتقام منهم على هذا النحو المفجع الظالم .

 

إنَّ المجلس الاسلامي السوري ليناشد المرجعيات الدينية والقوى السياسية والحكومة في لبنان أن ينظروا للسوريين اللاجئين إليهم بعين الرحمة وبما يقتضيه حق الجوار وما تقرره الحقوق المنصوص عليها في المواثيق الدولية، ويأمل من الجيش اللبناني والقوى الأمنية حماية هؤلاء من اعتداء أو تغوّل أحد عليهم تحت أي ذريعة أو رد فعل، وكذلك فإنّ المجلس الاسلامي السوري ليربأ بالقوى السياسية والحزبية أن يقحموا قضية اللاجئين السوريين كورقة يتلاعب بها في صراعاتهم السياسية الداخلية وتصفيات حساباتهم جرَّاء موقفهم من النظام السوري أو المعارضين له، ويتمنى أن تبقى هذه القضية في بعدها الإنساني والأخلاقي دون استغلال من أحد، ويذكر المجلس أنَّ حسن العلاقة والجوار بين السوريين واللبنانيين لايجوز أن يصبغ بما يناقضه من عدوان أو قهر أو ظلم واضهاد كما كان يفعل نظام الأسد مع اللبنانيين .

 

ولسوف يكتب التاريخ إحسان المحسنين وإساءة المسيئين والحياة كما علمنا التاريخ دين ووفاء.

نسأل الله للشعبين الشقيقين الأمن والأمان، وللمهاجرين السوريين العودة الكريمة قريباً بإذن الله، ولكل من وقف معهم وقفة حق وصدق أن يجزيه خير الجزاء.

والحمد لله رب العالمين .

المجلس الإسلامي السوري

2 ذي الحجة 1435 الموافق 26 أيلول 2014