يعرب المجلس الأوروبي للأئمة عن صدمته واستيائه العميق لتصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة في «ليه موريه» حول ما يُسمى ب ”الإسلام السياسي" "والانعزالية الإسلامية" والتي مثلت خرقاً لقواعد الخطاب السياسي الرسمي عبر إطلاق أحكام سلبية عامة عن الدين الإسلامي لا ترتكز على حقائق أو معطيات موضوعية. وفي هذا الإطار ينبه المجلس الأوروبي للأئمة إلى النقاط التالية:
1- يؤكد المجلس الأوروبي للأئمة على أن معالجة المظاهر الاجتماعية السلبية تتم عبر التعاون والاستفادة من كل الطاقات والإمكانات المتاحة في المجتمع ، وقد ساهمت المؤسسات الإسلامية في أوروبا في جهود معالجة الظواهر الاجتماعية السلبية والتعاون مع هيئات المجتمع الأوربي لترسيخ السلم المجتمعي وتحقيق اندماج المسلمين الإيجابي في مجتمعاتهم بما يسهم في نموها واستقرارها.
2- يحذر المجلس من الخطاب الذي يذكي الكراهية والتمييز ويكرس التفرقة العنصرية وينبه إلى أن المسلمين في أوروبا وخارجها هم أكثر ضحايا الإرهاب، والمستهدف الأول لخطاب الكراهية والتمييز العنصري.
3- إن الانعزالية والانفصال المجتمعي ظاهرة اجتماعية معقدة لا يمكن اختزالها بربطها بهُوية دينية، بل تحتاج إلى مقاربة شاملة وتعاون لمعالجتها، وإن ربطها بهوية دينية معينة تبسيط مخل وتجاوز لسبل الحل .
4- فاجأنا الرئيس ماكرون بقوله: إن الإسلام يعيش أزمة في كل مكان، متجاهلا أن أغلب الأزمات التي يقصدها ذات أبعاد سياسية اقتصادية واجتماعية أساساً، كما لا يخفى الدور السلبيُّ للسياسة الخارجية الفرنسية في بعضٍ منها.
وينبه المجلس إلى الخطأ الجسيم الذي تقع فيه مثل هذه التصريحات عندما لا تفرق بين الإسلام كدين وواقع المسلمين المركّب.
5- يدعو المجلس الأوروبي للأئمة الرئيس ماكرون إلى التنبه إلى الأزمة العميقة التي تعاني منها العلمانية الفرنسية في تنكرها لأبسط مبادئها في قبول الآخر واحترام اختياراته الدينية وممارساته العبادية حتى باتت تضيق بغطاء رأس أو تعليم الأطفال بعض مبادئ الدين.
6- يدعو المجلس الأئمة وسائر المسلمين في أوروبا عامة وفي فرنسا خاصة إلى التحلي بالحكمة وروح المسؤولية، وإلى تجسيد القيم الإسلامية في خطابهم ومعاملتهم، والحضور الإيجابي والمواقف الراشدة بما يرسخ قواعد السلم والعيش المشترك في مجتمعاتهم.
الشيخ كمال عمارة
رئيس المجلس الأوروبي للأئمة
السويد - ستكهولم
3 أكتوبر 2020
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول