بيان مباركة المجلس الإسلامي السوري بنصر جبهتي إدلب وحوران

 

 

 

بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم

 

بيان مباركة بنصر جبهتي إدلب وحوران

 

الحمد لله ناصر المؤمنين ومعزِّ عباده الطائعين ومذل الطغاة والجبابرة والمعتدين والصلاة والسلام على إمام المتقين نبينا محمد وعلى آلهِ الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

 

  فإن المولى عز وجل يقول في كتابه العزيز: ” وَأُخْرَى? تُحِبُّونَهَا ? نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ? وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ” هلَّت علينا البشائر وتوالت أخبار الفتوحات، فبالأمس في جبهة حوران واليوم في جبهة إدلب ونسأل الله أن نسمع أمثال هذه الانتصارات في كل الجبهات في دمشق وغوطتها وفي حلب وأريافها وفي كل مكان ينادي فيه مجاهدونا الله أكبر. جاء تحرير معسكر وادي الضيف ضيفاً عزيزاً على قلوبنا وتحرير معسكر الحامدية باعثاً لنا على حمده وشكره سبحانه على ما منً به على أمتنا وشعبنا، وفي الوقت نفسه جاءت هذه الانتصارات العظيمة لتكون الرد الصحيح على المشاريع التي تطبخ في الدهاليز وتسوّق في الأروقة ويسعى بها من يريد الالتفاف على تضحيات شعبنا العظيم. ونحن في المجلس الإسلامي السوري نتقدم بالتهنئة أولاً لمجاهدينا الذين أكرمهم الله بهذا الفتح المبين ثم لأمتنا ولشعبنا السوري البطل ولكل من قدّم سابقاً ولاحقاً لهذا الإنجاز العظيم، نسأل الله أن يتغمد شهداءنا بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جنته وأن يتقبلهم عنده في عليين، ونسأله سبحانه الشفاء العاجل لجرحانا والعودة الحميدة الكريمة لمشردينا. لقد أعاد هذا الانتصار العظيم إلى ذاكرة شعبنا السوري الأيام الأولى لانتصاراته حينما كانت الراية واحدة والهدف واحداً والكلمة مجتمعة وهذا ما ننتظره من إخواننا في كل الجبهات من اتحاد الرايات ونكران الذات وذوبان الحظوظ الخاصة. لقد تواتر إلى مسامعنا أخبار الثقات بما أكرم الله به مجاهدينا يوم الفتح من تأييد إلهي تجلَّى بضباب كثيف وغيوم متراكمة جعلها الله أمنةً لسماء مجاهدينا وسكينة في قلوبهم، وجلجل صوت التكبير فدك الحصون وفتح الحواجز والمواقع وخابت آمال من ظن أنها مانعتهم من الله ولكن الله تعالى أتاهم من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب فولوا هاربين تاركين وراءهم السلاح الكثير والعتاد الجمّ، ومخزون الوقود الاستراتيجي في المنطقة، إن هذا الفتح ليرسخ في نفوسنا جميعاً القاعدة الإيمانية العظيمة المتمثلة بقوله تعالى ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) وفي الختام نناشد شعبنا الصابر المصابر بكل كياناته من مجاهديه ومرابطيه وداعميه ونناشد أبناء شعبنا المتشبث بأرضه رغم كل أنواع الأذى وصنوف المحن أن يصبروا ويحتسبوا ، فالثباتَ الثبات والصبرَ الصبر، وما النصر إلا صبر ساعة ومهما تآمر المتآمرون واشتد الطغيان والعدوان، فسوف تتكسر أحلامهم بإذن الله على صخرة صمودكم وبمعاول وعيكم وتكاتفكم، اللهم منك نستمد العون فأعنا ونستنصر بك فانصرنا يا فارج الهم وكاشف الغم كن لعبادك في بلاد الشام وفي كل مكان يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين.

 

المجلس الإسلامي السوري الأربعاء 25/2/1436 هـ الموافق 17/12/2014 م