بيان في الاعتداءات الجائرة على الأبرياء في الفلوجة والموصل بذريعة داعش

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) إبراهيم: 42.

 

نرجو الله أن يُعجِّلَ غضبه على الظالمين في الدنيا قريبا وفي الآخرة.

 

بيان  رقم (66)

 

في الاعتداءات الجائرة على الأبرياء  في الفلوجة والموصل بذريعة داعش

 

       الحمدلله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وأصحابه الطاهرين الطيبين.

 

       أمَّا بعد: فإنَّ ما يجري على العراقيين بصورة عامة ومدن السنة بصورة خاصة وعلى الفلوجة والموصل وهيت بصورة أخص هو إبادة وتجويع وانتقام طائفي.

 

       فالعدو الأمريكي والصفوي والصهيوني له هدف في إبادة السنة وتصفية المنطقة برُمَّتها منهم تحت ذريعة مقاتلة داعش.

 

       والكل على ثقة أنَّ داعشا قد تحصل لهم بعض الإصابات، ولكن قصف طائرات التحالف وقذف المدافع هي لإبادة النساء والأطفال والعُزَّل من هذه الفئة.

 

       وما جرى على جامعة الموصل، ووما يجري على الفلوجة وهيت وغيرها، ومنع الدواء والغذاء عنهم، ما هو إلا من الحقد الدفين عليهم ولتصفيتهم.

 

       ومما يؤسف أنَّ حكومة بغداد يطيب لها ذلك، ولا تعبأ بما يجري عليهم، بل لها الباع الطولى في هذه الإبادة بعدم إمدادهم بالطعام والدواء من خلال هذه المحاصرة الظالمة لأهل هذه البلاد؛ لأنَّهم مسلمون ومن طائفة معينة.

 

       فأين المنظمات العالمية وبخاصة منظمة حقوق الإنسان التي تتبجح بمساعدة المظلومين؟!

 

       الكل يصمت ولا يُحرِّك ساكنا عن ساكن.

 

       حسبنا الله ونعم الوكيل وهو المستعان على ما يفعلون.

 

       وأقول لأهلنا العراقيين المظلومين -في هذه المدن وغيرها- : إنَّ الله قد اختاركم من بين غيركم بهذا الابتلاء كي يجازيكم على صبركم وعدم جزعكم مصداقا لقوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة: 155 – 157.

 

       وأقول لكم أيضا ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- لآل ياسر: {صبرا آل ياسر فإنَّ موعدكم الجنة}.

 

أ.د. عبدالملك عبدالرحمن السعدي

14/جمادى الآخرة/1437هـ - 23/3/2016م