بيان صادر من الهيئة العالمية للعلماء المسلمين بشأن الغارات الجوية على مدينة حلب

 

 

الحمد لله رب العالمين ناصر الضعفاء والمظلومين ، والصلاة والسلام على نبي الرحمة والهدى محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

 

فإن مدينة حلب تتعرض لأعنف الهجمات والغارات الجوية من الطيران الحربي لقوات الأسد بالبراميل المتفجرة ، ومن القوى المتحالفة معه ، استهدفت البنى التحتية فدمرت أحياء مكتظة بالسكان المدنيين الأبرياء ومساجد ومستشفيات ومدارس عديدة ذهب ضحيتها آلاف القتلى والجرحى وفيهم العديد من الشيوخ والنساء والأطفال . فحلب تحترق وتدمر بأيدي قوات قاتل شعبه والمتحالفين معه والمليشيات الطائفية الحاقدة.

 

والعلماء المسلمون في الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي وقد أحزنهم أشد الحزن ما نزل بأهل حلب من بلاء ودمار وتقتيل وتشريد وسط صمت دولي مذهل ، فإنهم يؤكدون على ما يلي:

 

1.    إدانتهم واستنكارهم للأعمال الوحشية التي تقوم بها القوات الأسدية وحلفاؤها في انتقامهم من أهل هذه البلدة المصابرة.

 

2.    يناشدون المجتمع الدولي حكوماته ومنظماته ومؤسساته بتحمل مسؤولياتهم تجاه ما يجري ، وسرعة تدخلهم لإيقاف هذا الشلال الهادر من الدماء البريئة وتطبيق المواثيق الدولية صوناً للعدالة وحفاظاً على السلم العالمي ، ويؤكدون على أن الصمت عن هذه المجازر يعطي للجماعات المتطرفة الإرهابية مبرراً لتزيد من تطرفها وتوسع من إرهابها، ويدعون منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية وكل القوى الحريصة على الحقوق والسلام إلى بذل قصاري جهدهم لمعالجة هذا الوضع الخطر واحتواء آثاره وإيقاف هذا النزيف المدمر.

 

3.    يدعون المدافعين عن أنفسهم في هذه البلدة المعتدى عليها إلى الوحدة والتضامن والترابط والاعتصام بحبل الله ، ونبذ الاختلاف والتفرق ، والصبر والمصابرة عملاً بقول الله عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وقوله (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) وقوله (يا أيها اللذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين) .

 

4.    يدعون جميع المسلمين لمناصرة إخوانهم في سوريا المثخنة بالجراح في جميع مدنها وخصوصاً في حلب بالدعاء والإغاثة اللازمة.

 

ويشيد العلماء المسلمون بجهود بعض الدول ومواقفها العادلة من القضية السورية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله بنصره ، والذي يحرص على جمع كلمة المسلمين وتحقيق الأمن والاستقرار في بلادهم.

 

سائلين الله تعالى أن يهيئ لهم من أمرهم فرجاً ومن ضيقهم مخرجاً ويحقن دماء المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

(ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار).

 

(والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

 

الأمانة العامة

للهيئة العالمية للعلماء المسلمين

 

مكة المكرمة

 

28/7/1437هـ