بيان رابطة علماء فلسطين بمناسبة غدر يهود بشنهم الحرب على قطاع غزة


 

أرض الإسراء تناديكم
قال تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)
 
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله الأطهار ، وأصحابه الأبرار وعلى من سار على دربهم واقتفى أثرهم إلى يوم القرار . وبعد ،،،
 
فإن ما قام به العدو الصهيوني من غدر ، باغتيال القائد الشهيد أحمد الجعبري رحمه الله ، لم يكن بعيداً عن أخلاق هذا العدو المجرم ، بل هو متساوق مع صفاته التي جبل عليها من الغدر والخيانة ، فهم قوم لا أمان لهم ، ولذا وقف شعبنا عبر مجاهديه الوقفة الرجولية والتي جبل عليها ، في وجه هذا العدو المجرم ، ليذيقه الكأس الذي طالما أذاق شعبنا الفلسطيني بل وكثيراً من الشعوب العربية عبر العقود الماضية عبر غدره واعتداءاته بالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا تارة كالاعتداء الثلاثي سنة 1956م ، والولايات المتحدة الأمريكية تارة أخرى كالاعتداء على العراق وتونس والجزائر في سنين ماضية ، وقريباً كان اعتداؤه في الخرطوم على مصنع الأسلحة قبل عيد الأضحى بيوم واحد . لذا لقد استشرى شر هذا العدو والذي أصبح كالغدة السرطانية في جسم هذه الأمة ، لا بد لها من استئصال . وهذا يومكم أيها العلماء ، أيها الخطباء، أيها الحكماء ، أيها المثقفون ، أيها الإعلاميون لتبينوا لهذه الأمة لحكامها ولشعوبها على السواء أمر الله سبحانه وتعالى لمجاهدة هذه الأمة الكافرة التي مردت على تعاليم الله ، وغدرت بالأنبياء والرسل ، وحاولت قتل نبينا محمد r ، وشنت عليه الحروب ، وألبت عليه المشركين حتى خرجوا عن كل التقاليد فإذا بهم يقولون للمشركين ما ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن مندداً بأفعالهم وأقوالهم القبيحة :( انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا (50) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52) . فهذا يومكم يا ورثة الأنبياء ، أن تشحذوا الهمم ، وأن ترفعوا المعنويات ، وأن تبذلوا كل ما في وسعكم من أجل أن تصمد المقاومة التي لا تدافع عن فلسطين والقدس – وكفى بها شرفاً – فحسب ، بل إنها تدافع عن شرف الأمة ، وعن كل مقدساتها وشعوبها وأراضيها ومقدراتها . فلولا شاغلت مقاومتنا هذه الشرذمة من شذاذ الآفاق الذين هزئوا بقرآننا وبنبينا محمد r وبالمسلمين جميعاً عند احتلوا القدس وهم يرقصون في ساحاته ويهتفون : " محمد مات مات ، محمد خلف بنات" . الله أكبر يا أمة المليار ونصف المليار ، هل مات محمد r فيكم ؟!!! هل مات صوته فيكم وهو ينادي أصحابه قائلاً : ( قَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) فكونوا من الذين يحشدون المؤمنين ويحفزونهم على مساندة شعبنا المجاهد في أرض الإسراء والمعراج ، بالدعم المادي والمعنوي ، وأكثروا من الدعاء الخالص لله سبحانه وتعالى أن ينصر المجاهدين في فلسطين وفي كل مكان . وأنا أبشركم ببشرى رسول الله rأنكم شركاء معنا في أجر الجهاد والرباط لقوله r في الحديث الصحيح :  عن زَيْد بْن خَالِدٍ t  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r  قَالَ: " مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا." فكونوا عند حسن ظن أهلكم في فلسطين خاصة المجاهدين منهم ، واجعلوا الجمعة وخطبتها للتنويه إلى الجهاد والرباط وأجره ، ونصرة شعبنا الفلسطيني المجاهد المرابط في أرض الإسراء والمعراج . وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم وأثابكم عن كل جهد بتذلونه . والله أكبر والنصر للإسلام والمجاهدين .
 
                                 
رابطة علماء فلسطين – غزة
غرة المحرم 1434هـ الموافق 15/11/2012م