بيان رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون بشأن أحداث القصير

 
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين سيّدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين إنّنا في رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي إذ نتابع بطولات و تضحيات أبطال الشام البواسل بإكبار و إجلال ناظرين إليهم متمثلين قول الباري جلّ في علاه (( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدّلوا تبديلاً ))، مقابل التخاذل الدولي المفضوح و التآمر المتعدد الأطراف الخفي منه و المكشوف، إنّ الشام التي قال عنها صلوات الله و سلامه عليه: (( عقر دار الإسلام بالشام )) أصبحت الكاشفة و الفاضحة للذين استغلوا آلام المسلمين و مآسيهم لأغراضهم الدنية الضيقة و هم يتظاهرون بنصرة الإسلام، إنّ أيدي إيران و أيدي ربيبتها في لبنان أصبحت ملطخة بدماء المسلمين في الشام و بالخصوص في منطقة القصير بدرجة لا يمكن غسلها عبر الأزمان، أليس في جنوب لبنان رجل رشيد ممن يوالي حزب إيران يقف موقف الشجعان ليخفف العار عن أهله. إنّنا على يقين بإيمان إخواننا في أرض الشام و صمودهم البطولي أمام خذلان العالم إيماننا بقوله صلى الله عليه و آله و سلم: (( لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق و ما حوله و على أبواب بيت المقدس و ما حوله لا يضرهم خذلان من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة))، أنتم يا أهل الشام و يا أحبتنا في القصير من قال عنكم صلوات الله و سلامه عليه (( أهل الشام سوط الله في أرضه ينتقم بهم ممن يشاء من عباده، و حرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم ...)). إنّنا في رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي إذ ندعو الله أن يسدد رمي إخواننا في كل الشام ندعوه تعالى أن تكون ضربات مجاهدي القصير القاصمة، و أن يثبتهم و يجمع كلمتهم، و ندعو المسلمين في كل أقطار الأرض أن يساهموا في معركة الشام كلّ بما يستطيع، و نحمّل حكّام العالم الإسلامي المسئولية الدينية و التاريخية أمام الله سبحانه و تعالى ثم أمام شعوبهم و نهيب بهم أن يتحركوا سريعاً لحفظ دماء المسلمين و إيقاف نزيف دم الأطفال و الشيوخ و النساء و الشباب، هذا النزيف الذي طال ما يقرب من مائة ألف نفس طاهرة، و نحمّل المجتمع الدولي مسئوليته الأخلاقية و القانونية لسكوته على مجزرة طالت أكثر من عامين و دخل عامه الثالث و ما زال يحصد الأرواح البريئة، و نطالبه بتزويد الجيش الحرّ بالأسلحة الرادعة. اللهم احفظ الشام و أهل الشام و ثبّتهم و انصرهم على من عاداهم، و اكشف بهم زيف المنافقين، و عجّل بنصر المجاهدين يا أرحم الراحمين.
 رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي