بيان رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي بشأن التفجير في مسجد الإمام الصادق رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم  

إن الجريمة الشنعاء التي ارتكبها المجرم ومن وراءه لا تعبر إلا عن عصابة احترفت الإجرام، ولا تعرف حرمة للدم ولا للمسجد ولا لشهر رمضان ولا ليوم الجمعة ولا للقرآن الكريم .

والله تبارك وتعالى قد حذر وبين حكم هؤلاء القتلة، فقال في أشد عقوبة أخروية في كتابه الكريم ]وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا  [( النساء 93)، وهؤلاء قد جمعوا بين عظائم الذنوب وكبائرها ، فهم إلى جانب أنهم قتلة فهم محاربون لله ورسوله r وممن يسعون في الأرض فسادا، وجزاء هؤلاء في الدنيا ليس سجنهم أو تعذيبهم ، وإنما حكمهم حكم الله الرادع ، قال عز من قائل :] إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ  [ (المائدة 33).

لقد حرم الله قتل النفس المعصومة مسلمة أو غير مسلمة، بل حكم على القاتل بدخول النار ولو قتل حيوانا، فقال رسول الله r : " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض " رواه البخاري.

إن مما يجب علمه أن قادة هؤلاء المجرمين - أيا كانت تسميتهم - ليسوا مسلمين حقا، وإن زعموا ذلك، فقد قال رسول الله r :" سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " .

إنهم أعداء الإسلام وأعداء الإنسانية فهم الذين شوهوا صورة الإسلام بانتسابهم إليه والإسلام منهم براء، وإن الفكر التكفيري الذي يحملونه فكر موغل في الانحراف والتطرف، لا يستند لا إلى كتاب الله ولا إلى سنة نبيه r ، الذي جاء بالرحمة واليسر والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وجاء بالدين الوسط لا إفراط ولا تفريط ، دين السماحة واحترام حياة الإنسان .

وإن رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون آلمها المصاب والأرواح التي أزهقت ظلماً وعدواناً، وندعو لأهاليهم بالصبر والثبات، وندعو الحكومة بتتبع هذا الفكر ومن يحمله واجتثاثه من أصوله حيث إن منهم من تنفع معه النصيحة والحوار ومناقشة أفكارهم ورفع ضلالاتهم ورد شبهاتهم، ونحن على استعداد لعقد حوارات فكرية لكل من تأثر بهذا الفكر.

 

 كما ننبه إلى أن هذا الإجرام موجه للشعب الكويتي الآمن كله سنة وشيعة، فهؤلاء المجرمون الإرهابيون لا يفرقون بين الناس، ويريدون فتنتهم، وقد غاظهم تلاحم أهل الكويت وتراحمهم ودورهم في نصرة المسلمين، وقد عم خير أهل الكويت المسلمين وغير المسلمين حتى كان صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله تعالى أمير الإنسانية باختيار واعتراف العالم.

 

ونهيب بعموم الناس إلى إنكار هذه الجريمة والرجوع إلى أولي الأمر في التثبت والتبين لقوله تعالى ] وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا[(النساء 83)، وعدم نشر الشائعات .

والله تعالى نسأل أن يوحد صف المسلمين وبلدانهم وأن يحفظ على هذا البلد، وبقية دول الخليج والمسلمين عامة دينهم وأمنهم واستقرارهم وأن يخذل من أراد بهم شرا ويرد كيده في نحره، وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي

الاحد 11 رمضان 1436 هـ

    28/6/2015م