بيان رابطة العلماء السوريين في جريمة  الاعتداء على المسجد الأقصى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على من أسرى به ربُّه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليؤكّد تعلّق الأمّة بأرض الخليل، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أمّا بعد:

 

فإنّ اقتحام المُصلّى القبليّ للمسجد الأقصى المبارك من قبل مجموعة من الصهاينة هو حلقة في سلسلة التآمر على المقدّسات الإسلاميّة في فلسطين كلّها، وجريمةٌ بحقّ مقدّسات هذه الأمّة .

 

وإنّ رابطة العلماء السوريّين تؤكّد حقّ أجيال الأمّةِ الإسلاميّة في تلك البقاع الطاهرة، وخاصّة المقدسيّين من أبنائها، وتشجب وتستنكر امتداد أيادٍ آثمةٍ إلى تدنيس مسرى نبيّها وأرضِ خليل ربّها.

 

هنيئًا للمرابطين من أهل فلسطين - رغم كلّ المضايقات والاعتداءات- أجر رباطهم في سبيل الله، فرباطُ ساعةٍ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما فيها، فكيف بمن يُرابطُ أيّامه ولياليه لمنع العدوان عن تلك الأرض؟

 

أيّها المقدسيّون المرابطون: إنّ إخوانكم في بلاد الشام ليذودون عن حياض الأمّة وينوبون عنها في معركةٍ يُقاتلون فيها طاغية بلاد الشام، يُشاركُهُ فيها جلاد إيران، وقامع المقاومين من إخوانكم الفلسطينيين في لبنان، ولو كانت بلاد الشام في قوة ومنعة بعيدة عن استنزاف طاقاتها وقواتها، لما تجرأ الصهاينة على الاعتداء على الأقصى، ولخافوا من عواقب ذلك في نفيرٍ للأمة كلها تساندكم بالنفس والمال، بيد أنّ بيد أهل الشام سلاحًا لا يخيبُ، يعِدُونكم أنّهم سيكرّسونَه للقدس والمسجد الأقصى.

 

يا أهلنا في الشام: المعركة واحدة، والنصر في القدس نصرٌ في دمشق، والنصرُ في دمشق نصرٌ في القدس؛ فاجأروا إلى الله بالدعاء.

 

والرابطة إذ تُحمّل مسؤوليّة هذه الاعتداءات للصهاينةِ المحتلّين لكنّها لا تُبرّئ حكّام المسلمين إن لم يقفوا موقفًا جادًّا تجاه هذه القضيّة، وتُنبّه إلى أنّ غضبة الشعوبِ على من لا ينصرُ قضيّة الأمّة ستكون عارمةً.

 

كما تهيب الرابطة بمنتسبيها من العلماء وطلاّب العلم في الداخل السوريّ وخارجَ الوطن أن يبذلوا وسعهم في نُصرة أهلنا في فلسطين بالدعاء وتوضيح ما يجري في مسرى نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم، ليحفظ هذا العهد الأجيال القادمة.

 

ولا يفوتُ الرابطةَ أن تدعوَ الحجيج أن يتضرّعوا إلى الله تعالى أن يخذل الصهاينة، وأن يردّ كيدهم في نحرهم وأن يحفظ المسجد الأقصى المبارك.

 

وكلّنا ثقةٌ أنّ للمسجد الأقصى ربًّا يحميه، ونسأل الله أن لا يحرمنا أن نكون من جند تحريره.

 

الثلاثاء 1 من ذي الحجة 1436

 

الموافق 15/9/2015