بيان رابطة العلماء السوريين حول (حقوق الأولاد في المعاملة)

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

فإنّ الله تعالى قد أمر بوقاية النفس والأهل النارَ، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)، وأخبر صلّى الله عليه وآله وسلّم عن مسؤوليّة كلّ راعٍ فيما استرعاه الله؛ فقال: (كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ، الأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم)، وقال: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ).

وانطلاقا من مسؤولية الرابطة في النصح للأمّة؛ فإنّنا ننصح بما يلي:

1. الحفاظ على الأولاد مسؤوليّة الأبوين أولا، وهم زرعهما ونتاج تربيتهما، والتخلّي عن واجب التربية لمصلحة أخرى ممّا لا يجوز في شرع الله تعالى.

2. يجب على الأبوين أن يصرفا جزءا من وقتهما في الحوار مع أولادهما، وأن يسألا عمّا لا يعلماه من الأحكام والشبه التي يثيرها الأولاد؛ فكم من شبهات تثار أمام أولادنا ولا نعلم لها جوابا فتترسّخ حتّى تغدو عقيدة فاسدة في عقولهم، وإثم ذلك علينا أيضًا لا عليهم فحسب. وإذا كانت البيئة كثيرة الشبهات كان ذلك أوجب وألزم.

3. نتوجه إلى الوالدين، ونذكّرهما بأنّه يجب عليهما المبالغة في الحرص على تربية الأولاد، وحسن معاملتهم وفق أمر الله تعالى بالرفق واللين والإحسان إليهم وعدم الاعتداء عليهم، حرصًا عليهم من الخطف أو الأخذ من الدولة في بعض البلاد، فذلك قد يحرمهم من فلذات أكبادهم تحت مسمّيات الحفاظ على حقوق الطفل وتطبيق القانون!

4. نحثّ الحكومات الإسلامية أن تفتح أبوابها للمهاجرين من المستضعفين، وأن تيسّر لهم سبل الإقامة في بلادهم، فهذا باب للرزق والنصر كما أخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في قوله: (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ)، فالحرص على المصالح يقتضي إيواء الضعفاء ونصرتهم.

5. نطالب الأغنياء بالقيام بدورهم ودفع زكاة أموالهم وصدقاتهم إلى الفقراء والمستضعفين؛ لئلاّ يضطرّوا إلى الهجرة إلى بلاد تنتهك خصوصيّة الأمّة، ولا تراعي حاجات أبنائها البشرية والفطريّة.

وختامًا: فإنّنا نذكر المصلحين من العلماء والدعاة بواجب النصح للأمّة، وبيان الواجب على الناس، ومطالبة كلّ ذي حقّ بالحقّ الواجب عليه، وأن يبيّنوا للناس مخاطر الذهاب إلى تلك البيئات التي يغلب عليها غير المسلمين، ويضيّقون فيها على المسلمين، ومخاطر الاندماج بأهلها.

"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"

الأربعاء 8 – رجب – 1443هـ

الموافق 9 – 2 – 2022 م