بيان? حول ?فتوى? حسّون? بسفك دماء المسلمين


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله وأصحابه أجمعين وبعد:
لم يكن مصاب الأمة في حكامها الطغاة الظلمة مصابا سهلا عبر عقود مضت ولقد دفعت الأمة ثمن سكوتها على هؤلاء الظلمة قرابة نصف قرن من الزمان ولا زالت ولعل مصاب أمتنا وشعبنا في سوريا لا يعدله مصاب، فها هو إجرام النظام و بطشه وقمعه يستمر طيلة سنوات الثورة و بلا هوادة، ولكن ما كان لهذا النظام أن يستمر في إجرامه لولا أنه وجد ملأ من أبناء الجلدة و اللسان من أدعياء العلم و الإيمان من يناصرونه ويدافعون عنه ويزينون له باطله، صحيح أن المجرم لا ينتظر فتوى من أحد لكنه يخدع السذج من الناس ويبرر فعلته الشنيعة بأن ما يفعله له غطاء شرعي، وأن من يستهدفهم في حربه إنما هم مجرمون إرهابيون، فيتمادى المجرم في إجرامه ويدفع الناس ثمن هذه الجرائم وتلكم الفتاوى مزيداً من الدماء و الأشلاء.
إن المجلس الإسلامي السوري وهو يرى و يتابع ما يمارسه النظام في سوريا وما تقترفه يداه كل يوم من جرائم لم يستغرب ما صدر عن المسمى مفتي الجمهورية من فتوى ممهورة بدماء الأبرياء وأشلاء الضعفاء، يحرض فيها النظام على إبادة المناطق التي خرجت عن سيطرته بحجة خروج القصف منها ويعلم الأفاك قبل غيره أن هذه المناطق الآهلة بالسكان ليس فيها مقاتلون فضلاً عن أن يصدر منها قصف، وبالتالي فإن المجلس الإسلامي السوري يرى أن هذه الفتوى ما هي إلا رخصة للقتل و سفك الدماء ومحاولة للتغطية على هزائم النظام في الشمال و الجنوب وعليه فإن المجلس الاسلامي السوري يؤكد ما يلي:
• إن جرائم النظام و زبانيته و أعوانه وصنائعه لن تثنينا عن المضي في معركة الحرية وطريق العزة و الكرامة وإن كل قطرة دم تسقط من أبناء شعبنا ستكون لعنة على هؤلاء الظالمين و أعوانهم بل ستعجل بهلاكهم وسقوطهم بإذن الله تعالى.
• إن كل من يفتي النظام بتوجيه صواريخه وحممه إلى بيوت الآمنين شريك في الجريمة بل هو أشد جرماً ممن ينفذ هذه الجرائم.
• إن هؤلاء الذين تسميهم أنظمة القمع مشايخ وعلماء أو مفتين ما هم إلا منافقون تستروا بلباس المشيخة، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون جلود الضأن من اللين ألسنتهم أحلى من العسل قلوبهم قلوب الذئاب يقول الله تبارك وتعالى: أبي يغترون أم علي يجترئون؟ فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم فيهم حيران). ولذلك حذّر النبي منهم ومن أمثالهم فقال فيما حدث الفاروق رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال: ( إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان).
• إن هذا الذي يجري يؤكد مسؤولية أهل العلم وطلابه أن يصدعوا بالحق ويؤدوا أمانة العلم التي حملوها، وعليه فإننا نهيب بالعلماء الذين لا زالوا يعيشون في ظل هذا النظام أن يعلنوا براءتهم منه و من جرائمه ومن علمائه و منافقيه وإلا فإن سكوت هؤلاء وهم يرون دماء إخوانهم تراق وأشلاءهم تمزق يجعلهم شركاء في الجريمة و لا عذر لساكت بعد اليوم إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا وذلك لأنهم أقاموا في مقام أقروا فيه الظلم و لم ينصروا المظلومين و لم يبرأوا من الظالمين..
اللهم ارحم شهداءنا واشف جرحانا وعجل بهلاك الظالمين و اجعلهم عبرة لمن يعتبر ولا حول و لا قوة إلا بك يا قوي يا قهار..
المجلس الاسلامي السوري
23 جمادى الآخر 1436هـ الموافق 12 نيسان 2015