بيان المنظمة العالمية لنصرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

 

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،

 

فقد شغل العالم - بصورة غير مسبوقة - بحادثة قتل عدد من الصحفيين العاملين صحيفة شارلى ابيدو الفرنسية، وتجلى ذلك في حجم الإدانات الواسعة والحشد السياسي والأولوية الإعلامية، وترافق مع الحادثة الجدل حول العنف في جريمة القتل وحرية التعبير والإساءة للرموز الدينية .

 

والمنظمة تدين جريمة الاعتداء والقتل وتؤكد عدم مشروعيتها وأنها غير مبررة  في السياق الذي أعلن عنه وروج له وهو الدفاع والانتصار لرسول الإسلام عليه الصلاة والسلام.

 

ومن جهة أخرى توضح المنظمة أن بعض وسائل الاعلام الغربية دأبت من حين لآخر على استفزاز مشاعر المسلمين في جميع أرجاء الارض وذلك بالاستهزاء بمقدساتهم ورموزهم وعقيدتهم وشعائر دينهم.

 

وفي مقدمة هذه المؤسسات تأتي صحيفة شارلى ابيدو التي لا تكف عن إيذاء المسلمين من وقت لآخر من خلال التعرض بالسخرية المقذعة والتهكم البذيء ، فضلاً عن المغالطة وتزوير التاريخ في تحد واضح لجميع المسلمين على وجه المعمورة، ونجد أن الصحيفة وعدد كبير من وسائل الإعلام الغربية والمثقفين والمفكرين الغربيين يؤيدون هذه الممارسات تحت  ذريعة أنها من القيم الغربية الأساسية في الحرية والإبداع في التعبير وإبداء الآراء، والقضاء الغربي أيضاً رد كثيراً من الدعاوى المقدمة في عدد من الدول بذات الحجة وهي المحافظة على حرية التعبير وحمايتها، ومن الملاحظ أن هناك أصداء جماهيرية لهذا الطرح فمن الملفت أن الصحيفة المذكورة التي لا توزع إلا أقل من 100 ألف نسخة أعادت رسم الرسوم المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وباعت  3 ملايين نسخة.

 

وإن المنظمة توضح في هذا السياق ما يلي:

 

أن الحرية بكل مجالاتها مقيدة بعدم إيذاء الآخرين والتعدي عليهم والإساءة إليهم، وهي غير مقبولة ولا يمكن تبريرها عندما تشتمل على مضامين عنصرية تدعو إلى الكراهية وتزدري معتقدات ورموز مقدسة للآخرين.

 

أن التقديس والتعظيم يخضع لدين كل أمة وموروثها الثقافي والحضاري ومن ثم فإن الإساء والإيذاء يفهم من جهة المتضرر وليس من جهة الفاعل.

 

القيود على حرية التعبير مقيدة في القوانين الدولية وفي القوانين الغربية:

 

 المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي قررت حرية التعبير تضمنت ما نصه : " تستتبع ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة 2 من هذه المادة واجبات ومسؤوليات خاصة. وعلى ذلك يجوز إخضاعها لبعض القيود ولكن شريطة أن تكون محددة بنص القانون وأن تكون ضرورية:(أ) لاحترام حقوق الآخرين أو سمعتهم، (ب) لحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة."

 

نص الفقرة (2) من المادة (10) للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان: " يجوز إخضاع ممارسة هذه الحريات التي تتطلب واجبات ومسؤوليات لبعض الشكليات آو الشروط آو التقيدات آو المخالفات التي يحددها القانون والتي تعد في مجتمع ديمقراطي تدابير ضرورية لحفظ سلامة الوطن واراضيه، والامن العام وحماية النظام ومنع الجريمة وحماية الصحة والأخلاق وحماية الآخرين وسمعتهم وذلك لمنع إفشاء المعلومات السرية أو لضمان سلطة الهيئة القضائية ونزاهتها "

 

والحق أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أعظم معلم لحق حرية التعبير عن الآراء والإبداع في اطلاق القدرات والمواهب دون المساس بحقوق الاخرين وتشويه صورتهم .

 

والمنظمة تدعو المثقفين والمفكرين والسياسيين في أوروبا بأن يكونوا منصفين وحكماء، فلا يأخذوا ملايين المسلمين في الدول الأوروبية بجريرة آحاد لا يمثلونهم ولا يوافقونهم في فكرهم وسلوكهم، وقد استنكروا فعلهم عبر مؤسساتهم وجمعياتهم ومن خلال رموزهم، كما تدعوهم المنظمة إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه منع أسباب الإساءة إلى المسلمين عموما والمسلمين من مواطنيهم والمقيمين العاملين فإن اصرار صحيفة شارلى ابيدوا على اتباع هذا النهج في ايذاء المسلمين في العالم لهو كفيل بزرع العداوات وتأجيج النفوس في عالم اصبح كالقرية الصغيرة غير المنفصلة بعضها عن بعض .

 

كما أن الخلط في المصطلحات وعدم ضبطها سبب من أكثر الأسباب المسببة للتوتر ومن أعظمها الخلط بين حرية التعبير والإساءة والإيذاء،، فضلا عن مصطلح الإرهاب الذي أصبح تهمة تتداولها وسائل الإعلام ويتناولها الساسة دون تحديد للمفهوم  ولا دقة في التوصيف، إضافة إلى أن التفرقة في المعاملة وعدم تطبيق القوانين تعد عملا مهما في إثارة المشكلات والنزاعات في المجتمعات فالقانون الفرنسي "يمنع أي كتابة أو حديث علني يؤدي إلى حقد أو كراهية لأسباب عرقية أو دينية ويمنع أيضا تكذيب جرائم الإبادة الجماعية ضد اليهود من قبل النازيين ويمنع أيضا نشر أفكار الكراهية بسبب الميول الجنسية " فلماذا يطبق هذا على فئة دون أخرى وفي مجال دون آخر.

 

إننا في المنظمة العالمية لنصرة الرسول الكريم r ندعوا العقلاء في العالم الى الوقوف في وجه هذه التصرفات العشوائية التي تضر ولا تنفع كما ندعوا المؤسسات الدولية وعلى رأسها هيئة الامم المتحدة الى تفعيل القوانين الخاصة بتجريم المساس بالمعتقدات والاديان والرسل كما ندعوا لوضع ميثاق عالمي لاحترام الاديان السماوية والمعتقدات التي تؤمن بها الشعو، آملين أن تختفي مثل هذه المهاترات والاستفزازات وأن نعلى قيم التعايش السلمى والتعاون بين جميع الشعوب من اجل نهضتها ورقيها بعيدا عن التعصب والتنابذ والتراشق.

 

كما أن المنظمة تدعو مسلمي أوروبا عموما ومسلمي فرنسا خصوصا إلى التزام الهدوء والتحلي بالحكمة وأن يكونوا عامل استقرار وأمان غي مجتمعاتهم وأن يبذلوا جهودهم في التعريف بتبي الرحمة وقيمه الفاضلة وأخلاقه النبيلة

---------------------------------------------

المنظمة العالمية لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم