بيان المجلس الإسلامي السوري في ذكرى إحراق الأقصى ومذبحة الغوطة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:

فإن العالم الاسلامي يحيي في هذا اليوم الذكرى الخمسين لإحراق المسجد الاقصى على أيدي اليهود الغاصبين لفلسطين وبيت المقدس، تلك الذكرى التي آلمت كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها.

قد جاء إحراق المسجد الاقصى بعد فترة قصيرة من وقوعه في أسر الصهاينة الغزاة، ليؤكد ما لديهم من عدوانية وعنصرية أولئك الغزاة الذين كانوا وما زالوا يحاولون طمس معالم الإسلام وآثاره الحضارية في تلك البقاع الطاهرة.

لئن كان إحراق المسجد الاقصى في حينه تعبيراً صهيونياً عن الحقد الدفين تجاه أولى القبلتين وثالث الحرمين فقد كشف عن تخاذل كبير لدى كثير من حكام هذه الأمة حيث إنهم لم يستخدموا الإمكانات الكبيرة التي كانت بين أيديهم في حماية الأقصى والذود عنه.

إننا ونحن نعيش في ظلال هذه الذكرى الأليمة نعيش في ظلال ذكرى أخرى لا تقل ألما، إنها ذكرى مقتل ألف وأربعمائة من الأطفال والنساء والشيوخ من أهل الغوطة في مثل هذا اليوم قبل ست سنوات بالسلاح الكيماوي على يدي سفاح سوريا المجرم بشار الأسد الذي لا يزال يفلت من العقاب والحساب ويتجاوز كل الخطوط الحمراء لأنه يتمتع بحماية الروس والإيرانيين إلى ما لا نهاية، وفاته أن مصيره لن يكون استثناء من مصائر كل أعداء الإنسانية وكبار المفسدين في الأرض.

إننا نجدد العهد على المضي في ثورتنا المجيدة حتى الخلاص من نظام القتل والاستبداد وإقامة نظام العدالة والحرية والكرامة ونجدد العهد كذلك للقدس وفلسطين ولأهلنا هناك بأننا لن ننسى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن على يقين بموعود الله سبحانه وتعالى الذي توعد به هؤلاء الغزاة:(فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)

إن ما حدث للأقصى ولأهل الغوطة سببه تكالب هؤلاء المجرمين على أمتنا في حالة ضعفها، وإن نجاح ثورات الربيع العربي هو مفتاح بداية الخلاص منه.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.

المجلس الإسلامي السوري

20 ذو الحجة 1440هــ الموافق 21 آب2019م