بيان المجلس الإسلامي السوري بشأن الأحداث الأخيرة في المناطق الحدودية بين درعا والسّويداء

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد:

فإنّ ما وقع مؤخراً مِن أحداث في المدن والقرى المتجاورة بين محافظتي درعا والسّويداء، هو أمرٌ يوجب على جميع الشّرفاء مِن أبناء المحافظتين العملَ على تطويق تداعياته مِن خلال لجان الحلّ والإصلاح المشتركة، ويوجبُ على كلّ الشُرفاء السّوريين أن يكونوا عوناً لهؤلاء المصلحين في المحافظتين الكريمتين.

وإنّ المجلس الإسلامي السوري إذ يبيّنُ موقفه تجاه هذه الأحداث يؤكّد ما يلي:

أوّلاً: إنّ تاريخ وانتماء هاتين المحافظتين هو تاريخ وانتماءٌ مشرّف مليء بالمواقف الأصيلة الدّالّة على ترسّخ قيم العدل والشّهامة وحسن الجوار فيهما، وإنّ استمرار الإعلاء مِن شأن هذه القيم هو الضّمان لوأد كلّ فتنة يراد من خلالها الإيقاع بين الإخوة في السّهل والجبل.

ثانياً: يدين المجلس بأشدّ عبارات الإدانة عمليّات الخطف الّتي تقوم بها عصابات دخيلة بغيةَ تحصيل المال مستخدمةً في سبيل ذلك الّتعذيب والوسائل غير الأخلاقيّة الّتي يندى لها جبين الإنسانيّة.

ثالثا: يوضّح المجلس أنّ هذه العصابات هي مجموعات مارقة بعيدة كلّ البعد عن أبناء الجبل الأشمّ والسّهل الأصيل، وأنّها لا تُعبّر إلا عن أخلاق فاعليها والقائمين بها، تلك الأخلاق الّتي يتبرّأ منها وينكرها أشدّ الإنكار شرفاء وحكماء ووجهاء السّهل والجبل.

رابعاً: يدعو المجلس أبناء المحافظتين إلى تفويت محاولات الإيقاع والفتنة بين أبناء السهل والجبل، تلك الفتنة الّتي يعمل عليها نظام الإجرام في سوريا ومِن ورائه إيران، تصفيةً لحساباته مع المحافظتين مِن خلال إثارة النّعرات.

خامساً: يؤكّد المجلس الإسلاميّ دوماً ويبيّن لكلّ السّوريّين أهميّة وحدة أبناء ومكوّنات الشّعب السّوريّ، وأنّ التّكامل والتّآلف هما ضمان استقرار واستمرار العيش المشترك الكريم لكلّ السّوريّين

ختاماً: نسأل الله تعالى أنْ يحفظ سورية وأبناءها مِن كلّ فتنة ومكر يراد بها، وأن ينشر على ربوعها الأمن والإيمان.

المجلس الإسلامي السوري

10 شعبان 1441 هــ الموافق 3 نيسان 2020م