بيان المجلس الإسلامي السوري بشأن اعتزام هدم الأبنية السكنية للاجئين السوريين في لبنان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نصير المظلومين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:

فقد بلغنا عزم الجهات المختصة في لبنان على هدم آلاف مساكن اللاجئين السوريين في مخيمات لبنان بدعوى عدم الترخيص أو غير ذلك من الدعاوى الأخرى، مما يسبب تشرد آلاف الأسر والعائلات التي ليس لها مأوى سوى هذه المساكن البسيطة، وإن المجلس الإسلامي السوري حيال ذلك يبين ما يلي:

أولاً: لو تم إقرار هذا وتنفيذه فإنه يعتبر كارثة إنسانية بحق آلاف السوريين الذين لا يجدون أرضاً تقلهم ولا سماء تظلهم، مما يعرضهم لكل أشكال الأذى والمحن، وكذلك ما ينتج عن ذلك من ظواهر لا تحمد عقباها على الجميع كالتسول والجريمة وافتراش الأرصفة والطرقات والأماكن العامة.

ثانياً: وإذا كان القصد من وراء ذلك إرغام اللاجئين على العودة القسرية إلى سلطة النظام فيعني هذا تقديمهم للموت أو السجن أو الابتزاز بكل أنواعه وصوره، والجميع يعلم أن الضرورات والأسباب التي ألجأت هؤلاء إلى الفرار واللجوء ما زالت قائمة، فالنظام المجرم وعصاباته القمعية ما زالت تسوم الناس سوء العذاب، ويعلم الجميع ما حل بكثير ممن خدعوا بما سمي بالمصالحات فانتهى أمرهم إلى السجون والاغتيال والقمع.

ثالثاً: نناشد كل الشرفاء في لبنان والعالم بالتدخل لحماية هؤلاء المظلومين الذين ضاقت بهم السبل وانقطعت بهم الحيل، ونشكر كل شريف مد لإخواننا اللاجئين يد العون، ودافع عن حقوقهم بالكلمة والموقف أمام القانون والقضاء، وفي الوقت نفسه نذكر إخواننا اللبنانيين بحق القرابة والجوار بين الشعبين ونحذر من يقف خلف هذه القرارات اللاإنسانية من عاقبة فعلهم على الجميع ونذكرهم بقدرة الله عليهم، وبمصير كل من يعتدي على المظلومين الذين لا ناصر لهم إلا الله تعالى.

وفي الختام نأمل من المعنيين في هذا الأمر أن يكفوا عن ذلك ويتراجعوا، وأن يكونوا بدل ذلك عوناً لشعبنا في تخطي محنته التي ستزول قريباً بإذن الله، والحمد لله رب العالمين.

المجلس الإسلامي السوري 

السبت 6 رمضان 1440 ه الموافق 11 أيار 2019 م