بيان المؤتمر الصحفي وفعاليات حملة هيئة علماء لبنان (انصروا حلب وأطفئوا اللهب )

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله سبحانه وتعالى {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق}.

 

ويقول جل في علاه: {من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً}

 

هل باتت البشرية تعيش في عالم مجنون معدوم الإنسانية ميت الضمير؟!

 

لا زلنا نتابع منذ عشرة أيام مع كل أحرار العالم المحرقة التي يرتكبها النظام السوري مدعوماً من روسيا وإيران في حلب الشهباء في حق إنسانها: أطفالاً ونساءً وشيوخاً ومرضى، وحجرها: المدارس والمستشفيات والمباني السكنية والملاجئ.

 

مما يُذهل كل ذي ضمير ومن عنده أدنى مُسكة من مشاعر إنسانية...هذه وحشية دموية مرعبة يتابعها العالم كله عبر الشاشات لحظة بلحظة على مرأى من المنظمات الدولية ووسائل الاعلام العالمية وهيئة الأمم المتحدة والدول الكبرى وجميع الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في المقابل لا نرصد إلا بضعة بيانات واجتماعات خجولة تدين وتشجب ليس إلا..!!

 

من هنا رأت هيئة علماء المسلمين أن تعقد مؤتمرها الصحفي هذا لتعلن ما يلي:

 

أولاً- تجريم عصابة الأسد للمرة الألف كما يقال التي ما فتئت تحرق البلد منذ سنوات وتقتل شعبها تعاونها الدولتان الشريكتان في إجرامها روسيا وإيران، لذا تطالب الهيئة بمقاطعتهما بكل أشكال المقاطعة وجوباً شرعياً وإنسانياً وخاصة مقاطعة البضائع والشركات والمعاملات التجارية والسياحة على مستوى الشعوب، فقد قال الله تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.

 

ثانياً- تعتبر الهيئة أن الصمت المريب للمجتمع الدولي الذي طالما تشدق بحقوق الإنسان لا يفسَّر صمته إلا أنه مؤامرة على كسر إرادة الشعب السوري العظيم الساعي إلى حريته منذ خمس سنوات على نظامه الوحشي وحشية ندر لها مثيل في التاريخ الإنساني.

 

ثالثاً- تطالب هيئة علماء المسلمين الدول الثلاث (السعودية- قطر – تركيا) تحديداً لما عرف عنها من مساندتها للشعب السوري ولما تمثل من ثِقل جيو سياسي بتحمل مسؤوليتها الإسلامية التاريخية بالعمل على إيقاف محرقة حلب وبتزويد الثورة السورية بالسلاح النوعي الرادع للعدوان الهمجي وكسر قرار الخيانة والمكر الأميركي بحرمان الثورة من هذا السلاح، ولتكن عاصفة حزم وعزم وردع ثانية تأخذ على أيدي المعتدين وتنتصر للمظلومين وتعاقب الظالمين ولتثق هذه الدول أن الشعوب الإسلامية بل كل الشعوب الحرة من ورائها ومطالبة بقوة بهذه الخطوة.

 

رابعاً- تثمِّن الهيئة تحرك الشعوب الإسلامية والقوى الحرة في العالم غضباً ضد هذا العدوان وانتصاراً للدماء البريئة وفضحاً للإجرام الوحشي وخاصة التحركات الشعبية والحزبية التي تمت إلى الآن في عدد من المناطق اللبنانية، وهي تؤكد أن الشعوب الإسلامية تثبت مرة جديدة أخوتها الإيمانية وحيويتها السياسية وإصرارها على انتزاع حريتها وكرامتها.

 

خامساً- تعلن الهيئة عن إطلاق عدة فعاليات تحت عنوان #انصروا_حلب_وأطفئوا_اللهب وهي كالتالي:

 

1- حملة إعلامية واسعة لفضح الإجرام وتحريك الرأي العام

 

2- اعتصام علمائي تقيمه الهيئة يوم الأربعاء القادم بإذن الله أمام السفارة الروسية

 

3- حملة تبرعات تطالب هيئة علماء المسلمين الهيئات الإسلامية والإنسانية القيام بها، لإيصالها لأهل حلب.

 

4- توجيه خطب أيام الجمعة طيلة هذا الشهر لهذا الموضوع، ومطالبة العلماء وأئمة المساجد بتجمعات التضرع والدعاء امتثالاً لأمر الله عز وجل {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}.

 

5- مطالبة العلماء وأئمة المساجد في كل المناطق بالاعتصامات والتحركات المتاحة التي يرونها مناسبة، وكذلك مطالبة القوى الحزبية والسياسية والجمعيات في جميع المناطق اللبنانية بتحركات شعبية ضاغطة.

 

6- التواصل مع الهيئات العلمائية الكبرى في العالم العربي والإسلامي للتشاور في إقامة تحركات موحدة للشعوب الإسلامية، ولإصدار موقف علمائي موحد وفتوى منهم تجرم كل المعتدين والخائضين في الدماء البريئة وتحرم التعامل معهم.

 

وفي الختام لا يطمئننا إلا قول الله عز وجل {وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون}.