(بغتة) كلمة في القرآن الكريم تشد الانتباه

بيَّن الله عز وجل في أكثر من آية أنَّ الساعة (يعني يوم القيامة) لا تأتي إلا بغتة يعني فجأة وبدون سابق إنذار.

ومن تلك الآيات هذه الآية الكريمة:

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} الآية 187 من سورة الأعراف.

والذي لفت نظري كيف لا تأتي الساعة إلا بغتة والعلم اليوم بتقنياته الحديثة الموجودة والتي ستوجد كاد أن يعرف الكثير الكثير عن الكون وما فيه. يعرف متى الخسوف والكسوف يتنبأ بالأعاصير هذه التلسكوبات العملاقة التي تقطع ملايين الكيلومترات لترصد النجوم والشهب والانفجارات الشمسية، وما حولها إذا مات نجم عرفوه وإذا ولد نجم رصدوه.

يعني علم مذهل بكل معنى الكلمة لا أقول إنهم عرفوا كل شيء فهذا مستحيل لكن مفردات ما يعرفه العلم والعلماء عن الكون والمجرات اليوم وغدا أكثر من أن تحصى فكيف يعرفون اليوم كل هذا ثم تأتي الساعة (بغتة) يعني ولا مرصد راى النجوم قد انكدرت، ولا مرصد رأى الشمس كورت.

ولا كل هذه الأجهزة أعطت رسالة واحدة أن الكواكب انتثرت ولا عدسة صغرت او كبرت قالت: انتبهوا فإن السماء انشقت أو إن البحار فجرت أو سجرت أو أن الجبال سيرت أو أو أو

كيف يحصل كل هذا ولا تأتي أية رسالة من محطة فضائية أو أرضية مهما عظمت أو تلسكوب عظيم تتحدث عن النبأ العظيم

لا تأتيكم إلا بغتة اين اللغز؟ اين السر؟

بغتة؟؟؟؟؟

نعم بغتة

الذي أكاد أجزم به والله أعلم أن كل هذه التقنيات وهذه المراصد وما ترسله من صور آنية ستعطل ولن تعمل ولن تنطق ببنت شفة فمثلا حدث إنفجار شمسي يوم أمس فشوش على كثير من الأجهزة في بعض الكرة الأرضية رادرات مكالمات وغيرها إذن والله أعلم سيحدث قبل الساعة أمور عظيمة تعطل كل هذه التقنيات، وسيكون هناك اضطرابا تقنيا هائلا، وسيعود الناس -والله أعلم- عزلا من هذه الأجهزة والتقنيات لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا بحيث إذا أراد الله عز وجل للساعة أن تأتي وللقيامة أن تقوم قامت ولا مرصد هائل ولا(هابل) يعمل ولا تلسكوب عملاق يصور ويتنبأ.

نعم لا تأتيكم إلا بغتة.

لذلك فكل من وقَّت أو يوقِّت اليوم وقتًا للقيامة فلن يسعفه الحظ

نعم للساعة علامات كبرى، هذا صحيح صحيح وصحيح، لكن الله أعلم كم بين العلامة والعلامة من سنين واوقات.

(ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة) إنه العجز الكامل، بل الشلل التام للإنسان ولثورته العلمية والتقنية المذهلة حقا.

(لا تأتيكم إلا بغتة) فراجعوا حساباتكم

(لا تأتيكم إلا بغتة) فاستعدوا لها

(لا تأتيكم إلا بغتة)

اللهم اجعلنا ممَّن تنفعهم الذكرى فينتبهون من غفلتهم يارب العالمين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين