بر الوالدين والتقصير في حق البيت

نص الاستشارة :

السلام عليكم انا امراة متزوجة و عندي ثلاثة اطفال و راتب زوجي الشهري هو ٨٠٠ دينار .. عندما تزوجت كان اهله يمرون بظروف مالية قاسية فقرر هو و اخوه منح مبلغ مالي كل اسبوع لوالدته ليكون مصرفا خاصا لبيتها .. الان بعد ثماني سنوات زالت هذه الشدة المالية في بيت اهله و تحسنت ظروفهم و اصبح لهم موارد مالية متعددة منها السنوية و منها التي تاتي مرة كل ثلاثة اشهر .. المهم المعدل الشهري لمواردهم يقارب ١٣٠٠ دينار يتمتع بها الام و الاب و البنت العزباء.. ظننت انه اصبح من غير الضروري ان نبقي على المبلغ الاسبوعي الذي تعودت الام ان تاخذه من عند زوجي ولكن استحييت ان اقول ذلك و خفت على زوجي ان يقع في العقوق ولكن الشيء زاد عن حده .. فالاموال التي يملكونها يتم صرفها بطريقة سيئة و دفعة واحدة ثم يعودون بعد اسبوع و اسبوعين الى الخصاصة في الماكل و المشرب و كل ما يخص استخلاص الماء و الكهرباء و ما الى ذلك من مسؤوليات  تقع في النهاية على عاتق زوجي علما ان اخاه يتمتع براتب يفوق ١٢٠٠ شهريا و بهذا يكون زوجي هو اقل راتب فيهم و في اغلب الاحيان يستدين من اصحابه ليسدد هذه الفواتير و نقع في ضائقة مالية بسبب الدين انا في حيرة من امري .. اقول في نفسي كل انسان حر و يتحمل مسؤوليته وليس هذا من العقوق و من ناحية اخاف الحديث الذي يقول" انت و مالك لابيك" و الاية القائلة "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" ثم اقول هذا ظلم وعلى زوجي ان يتخذ موقفا من هذا و ماله هذا من حق بناتي خاصة اني تركت العمل و تفرغت لتربية الابناء وليس لي اي مورد اساعد به زوجي على مسؤولية مصروف البيت و الاطفال، بالله يا شيخي افدني جزاك الله خيرا .. ان كان ما يحدث هذا يرضي الله فاللهم ارزقني الرضا بما قسمت لي

الاجابة

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ، كثيرا ما يساء فهم الحديث "أنت و مالك لأبيك" وقد حمله بعض الفقهاء على حالة الحاجة ، وهذا الذي نراه ، فإذا لم تكن حاجة يبقى البر ، و هذا واسع ، لكن يجب أن يكون معلوما أنه في الحالتين : حالة يسار الوالد أو الوالدين أو حالة إعسارهما لا ينبغي أن يكون القيام بحقهما على حساب الأهل و الأطفال ، و إنما ينبغي أن نعطي كل ذي حق حقه، وإذا كان الأمر كما ذكرت أن حال الوالدين تحول الى اليسار وصار لهما دخل أفضل من دخل زوجك ، و دخل زوجك بالكاد يكفي لبيته و أولاده ، فليس ملزما أن يقدم لأهله الا من باب البر وبما لا يخل بواجباته تجاه بيته ، وليس زوجك ملزما أن يستدين لتغطية طلبات أهله في الوقت الذي يتوسع أهله بمصروف أكبر من مصروفكم ، و له أن يعتذر عن تلبية طلباتهم و عليهم أن يتكيفوا مع الوارد الذي يأتيهم ، و إذا اعتذر لقلة موارده عن مواردهم وحتى لا يتحمل ديونا إضافية فليس ذلك من العقوق ، وأخيرا فإن الأمر يحتاج الى حوار هادئ بينك وبين زوجك ثم بينه و بين أهله يبين فيه أن الشرع لا يحمله ما لا يطيق و لا يلزمه بتبعات توسع أهله في المصروف ، و للعلم فإن الفقهاء يرتبون الواجبات المالية إن قلت النفقة و يقدمون الأبناء و الزوجة على الآباء ، فكيف إن كان الآباء موسرين ثم يلحقون العنت بولدهم ويسببون الضيق على أهله و أولاده؟ هذا لا ينبغي ، و الله أعلم 


التعليقات