انزع شوكة القطيعة بملقاط الوصال

إن قطيعةَ العبد لِرَحِمِهِ خُذلانٌ إلهي، يمس كل غافلٍ وَلَاهٍ، ومن وقع في الذنوب والدواهي، فتحرر منها بِصِلَةِ الأرحام، وسلامة الصدر من حُبِّ الانتقام، والتوبة إلى ربك على عَجَلٍ، قبل أن يدركك الأجل؛ علَّ الله أن يهبَ قَلْبَكَ وَجَلًا، وجَوارِحَكَ عَمَلًا !

 

أخي هاجر الرحم:

إن دقيقة من وقتك تُدخِلُ على رَحِمِك سرورًا، وفرحًا وحبورًا، وتعبر بك إلى قَامُوس الوُدِّ عُبورًا، فَكَم يسعد أرحامك بزيارتك كَم؟!، بل يفخرون بك عند إخوانهم وأقاربهم وجيرانهم، ألا تَحْمَدُ ربك أن منَّ عليك بِرَحِمٍ وغيرك محروم؟! أما تخشى أن يموت رَحِمكَ قبل وصاله أيها الظالم المَلُوم؟!

 

 

جدول تعرفه الأرحام:

ينبغي لكل مسلم أن ينظم صلة أرحامه، وفق خطة مسطورة مُوَزَّعَة على أيامه، خاصة لمن ترامت أرحامُهُ في أماكن متباعدة، وكان من أرباب الأعباء المُتَزَايِدَة !

 

فمثلًا: إن منَّ الله عليك ب [12 من الأرحام]، فلا بأس أن تجعل في كل أسبوع زيارة، فَتَختم جولتك في كل [3 أشهر]، وفي السنة [4 زيارات دورية]، فضلًا عن زيارتين في عيدي الفطر والأضحى؛ فيحصل لك [6 زيارات سنويًا]، وهذا أمرٌ طيبٌ جليل؛ ذلك أن معرفة رحمك بِنَظْمِ جولتك؛ يُطمئن نفوسهم، وَيُقِر أعينهم !

وقد حدثني من أثق بدينه أنه جَرَّبَ هذا، فوجد أرحامه في انتظاره في أُسبوعهم المحدد !

 

أخي:

إن لم تَقُم الليل فَلَيْسَ أقل من حُضُورِ نِيَّتِه، وإن لم تَكُن شمس هداية؛ فَلَيْسَ أقل من قَمَرِ اهتداء، وإذا لم تكن أبا عبيدة فلا تكن أباه، وإذا لم تشبه مُصعبًا فلا تُشْبِهُ أخاه! [خالد أبو شادي / صفقات رابحة ص (65) وإنما جاء النهي عن مشابهة أبي أبي عبيدة، وكذلك أخ مصعب؛ لكونهما كافرين، نسأل الله تعالى أن يميتنا على التوحيد.]

 

 

 

أخي:

إن لم تَمُدَّ أرحامك بِمَالِكَ، فَلَيس أقل من زيارتهم، وتفقد حالهم، إن لم تكن زيارة فَلَيسَ أقل من اتصالٍ هاتفي، إن لم يكن اتصال فَلَيْسَ أقل من رسالةٍ، إذا لم يكن لك وِصَالٌ قَائِمٌ، فلا أقل من دُعاءٍ دَائم، إذا لم يكن إحسانُكَ واصلًا إليهم، فلا أقل من صَفحِكَ عن زَلاتهِم، وكَفِّ أذاكَ عنهُم !

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين