مروان بن الحكم
بعد موت يزيد بن معاوية بايعت الأمة كلُّها عبدَ الله بن الزبير خليفةً للمسلمين، إلا ابن عباس، وابن عمر، ومحمد بن الحنفية، وقسمًا من أهل الشام، ممن كان يرى أن الأمويين أحق بالخلافة، لذا عقد أهل الشام أولئك مؤتمر الجابية، وذكروا من يشير إليهم الناس بالخلافة، وهم: ابن عمر، وابن الزبير، ومروان بن الحكم؛ ثم أجمعوا على مبايعة مروان بن الحكم خليفةً للمسلمين، وكان أهل الشام يرون أنفسهم أهل الحل والعقد، الذين يختارون الخليفة شورى بينهم؛ لأنهم في دمشق مركزِ دار الخلافة، كما كان أهل المدينة المنورة، يختارون الخليفة شورى بينهم؛ لـما كانت المدينة دارَ الخلافة.
قلب مؤتمر الجابية الأمرَ على ابن الزبير، وجعل الخلافة في مروان بن الحكم، الذي استطاع توطيد ملكه في الشام، بعد هزيمة أتباع ابن الزبير فيه، في معركة مرج راهط عام: (64 هـ)، المعركة التي حسمت الأمر لصالح الأمويين في الشام، وبعدها أخذ مروان البيعة من أهل مصر، وضمها لدولته، ثم ختم حياته بنقض مقررات مؤتمر الجابية المتعلقة بولاية العهد؛ فعقد البيعة من بعده لولديه: عبد الملك، وعبد العزيز، وتوفي عام: (65 ه).
(*) وقد اجتمع رأي الناس في مؤتمر الجابية على البيعة لمروان بن الحكم، ثم لخالد بن يزيد، ثم لعمرو بن سعيد بن العاص من بعد خالد، ينظر: ابن الأثير، الكامل، مصدر سابق، 2/240.
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول