المدرسة المالكية في الجنوب الجزائري

التقديم للبحث:

اشتغلت ثلة مباركة من الفقهاء في مغربنا الأوسط بفقه الإمام مالك، عالمِ المدينة ونجم العلماء، بذلوا جهدا مضنيا وعناية فائقة بمذهبه في جانبيه المعروفين، وهما: نقل آراء المذهب، وتخريج الفروع على أصوله، وقد أخفى ذكرهم كثرة انشغالهم بالتعليم والتدريس، وإيثارهم للزهد والخمول، وهذا موضوع قصدت هذه الدراسة إلقاء الضّوء على مدرسة نجهل عنها الكثير على الرغم من إسهامها الكبير في نشر مذهب الإمام مالك والقيام عليه بالتدريس والتحرير والتنظير.

تناولت الدراسة هذا الموضوع من خلال عناوين؛ تم الحديث فيها عما يخصّ مدرسة الجنوب الجزائري من معالم، وما لها من إسهام في خدمة المذهب المالكي والقيام عليه، وخدمة المنطقة وما جاورها، مع البدء بمقدمة منهجية تحدثت عن مفهوم المدرسة وأهمّ عناصرها وخصائصها.

ولعل محتوى هذا الموضوع غير متناسب مع ضخامة العنوان، فإنّ أكثر مادة هذا البحث لا تزال مخطوطة موزعة في أرجاء الجنوب الشاسع، ولا يزال اكتمال صورة هذه المدرسة يحتاج إلى كثير من الجهود، وكثير من الأبحاث، ولا بأس من تقديم لمحة من أخبارها، وإجراء مسحة لبعض غبارها، فإنّ مالا يدرك كلّه لا يترك جلّه.

علما أن أصل هذه المادة بحث تقدم به المؤلف لإلقائه في أشغال للملتقى الوطني الخامس للمذهب المالكي في إطار الأسبوع الوطني العاشر للقرآن الكريم حول: (المدرسة المالكية الجزائرية)، الذي نظمته وزارة الشؤون الدينية بولاية عين الدفلى.

تحميل الملف