الفرق بين الرضا بالواقع غير الشرعي والتعاملِ معه

 

 

   بين الرضا بالواقع غير الشرعي والتعاملِ معه فرقٌ كبيرٌ وبونٌ شاسع، فإصدارُك لجواز سفرٍ تتميَّزُ فيه هويَّتُك وجنسيتُك وموطنُك والذي يكرِّسُ التجزئةَ والانقسامَ في الدولة الإسلامية الواحدة، لا يعني هذا أنك تقرُّ باتفاقية "سايكس بيكو"، بل أنت تتوصلُ بهذه الوثيقة إلى مصالحَ لا يسعُكَ الاستغناءُ عنها، كأداءِ فريضةِ الحجِّ مثلا، أو نصرةِ المستضعفين بالسفر إليهم والجهادِ معهم !!

وقيامُك برفعِ دعوى قضائيةٍ ضدَّ مجرمٍ اعتدى على مالِكَ أو عِرضِك في محكمةٍ مدَنيةٍ تطالِبُ فيها برفع العدوان عنك، لا يلزمُ منه بالضرورةِ أنك راضٍ عن تلك المحكمةِ التي تقضي بالشرعِ المُبدَّل.. والأمثلةُ في ذلك لا حصرَ لها.

وإذا علمنا أنَّ أكثرَ مسائلِ التكفير اليومَ واستحلالِ الدماء هي من قبيل الإلزام بما لا يلزم، أدركنا أنَّ في تصحيح هذا المفهومَ لدى الدعاةِ والمجاهدين خصوصًا حلاً لمعضلةٍ كبرى في الميدان.. وعلى الله التُّكلان.

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين