العيد عيد الطائعين

ترتبط الأعياد في الإسلام بالفوز بالطاعات والسبق بالخيرات والمنافسة لنيل الجنات

حيث فرض الله تعالى عيد الفطر المبارك في العام الثاني من الهجرة وهو ذات العام الذي فرض فيه الصيام وفرض فيه الجهاد وانتصر المسلمون في غزوة بدر وهو ذات العام الذي فرضت فيه زكاة الفطر، فكان عيد الفطر مكافئة من الله تعالى للمؤمنين عقب أدائهم للطاعات،

بإكمال فرض الصيام وتمامه وجائزة الانتصار في ساح الجهاد والتكافل المجتمعي الراقي

فالعيد عيد الطائعين، المجتهدين، المجاهدين، المنتصرين على أنفسهم وعلى أعدائهم

فالعيد لمن صام وقام رمضان إيمانا واحتسابا، عيد لمن تحرى ليلة القدر ونظر الله له في أول ليلة من رمضان وغفر له مع آخر ليلة منه، عيد لمن تدعوا له الملائكة وتستغفر كل ليله

عيد لمن عتقت رقبته من النار، عيد لمن سأل وتاب وأناب واستغفر فغفر له الله تعالى

فالعيد لمن فاز بليلة الجائزة الكبرى بآخر ليلة من رمضان

العيد للصابرين المحتسبين طلاب الآخرة برفض الظلم والطغيان وإعلاء كلمة الحق في وجه الخائن الخسران بجور السلطان

العيد عيد الشهداء والمكلومين والأسرى الميامين في سجون الظلمة الجبارين

وكذلك عيد الأضحى المبارك شرع بعد امتثال سيدنا إبراهيم عليه السلام لأمر الله تعالى

وكذلك عقب أفضل أيام الدنيا التسع الأول من ذي الحجة

وكذلك بعد أداء فرض الحج وركنه الأعظم بالوقوف بعرفات  

يأتي بعد مغفرة الذنوب والرجوع كيوم ولد الإنسان

وبعد مغفرة ذنوب سنتين لمن لم يحج فصام يوم عرفة

فيتضح جليا أن الأعياد في الإسلام مرتبطة بالطاعة

فهل يحق لعاصي أن يفرح بعد ذلك؟

هل يحق لظالم قاتل خائن أن يفرح؟

هل يحق لمن يؤيد ظالم أو ساكت عن حق أو مفوض زور أو مصفق لباطل أو محارب للخلق أو معادي للدين أو مفرط في النصوص المقدسة أن يفرح؟

كيف يفرح من فرط في جنب الله وابتعد عن الطريق؟

كيف يفرح من قال عنه صلى الله عليه وسلم (خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له)

نسأل الله تعالى أن يكتبنا من الفائزين السعداء في الدنيا والآخرة

وأن يثبتنا ويقوي ظهورنا وأن يربط على قلوبنا ويقوي إيماننا ويعصم دمائنا ويكشف كروبنا وأن يفرج عنا ما نحن فيه وأن يهلك من أراد مصر وأهلها بسوء أو خسران

وأن يتقبل طاعتنا ويغفر لنا تقصيرنا وأن يوفقنا إلى خيري الدنيا والآخرة

كل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم كل عام وأنتم بخير تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأحسن خاتمتكم وبارك أعماركم فخير الناس من طال عمره وحسن عمله ووقاكم الله شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وجمعنا الله وإياكم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم في مستقر رحمته في جنات النعيم أعزكم الله وبارك فيكم ونفع بكم وكتب لكم السعادة في الدنيا والآخرة ورزقنا الله وإياكم خير الحياة وخير الممات.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين