العمل السياسي بين المصالح المتبادلة والأريحيّات

العمل السياسي بين المصالح المتبادلة والأريحيّات

عبد الله عيسى السلامة

 

العمل السياسي: مصالح متبادلة، ومنافع متبادلة، مادّية كانت أم معنوية! لا مجال فيه للأريحيات، والكرم الحاتمي المجّاني، الذي اشتهر به بعض شيوخ القبائل العربية، مثل حاتم الطائي، ومَن على شاكلته! 

فالعمل السياسي واحدة مقابل واحدة: تقدّم لنا خيراً، فنقدّم لك خيراً مكافئاً له .. وتدفع عنّا شرّاً، فندفع عنك شرّاً مكافئاً له، أو نقدّم لك خيراً، مكافئاً للشرّ الذي تدفعه عنّا !

أمّا الأعمال الفردية، أو شبه الفردية، التي يمارسها بعض الناس، من أعمال الخير أو الشرّ، فلا تدخل في هذا الإطار ؛ فالحديث هو عن العمل السياسي ! وإن كان بعض الناس يسعون، إلى توظيف أعمالهم الخيّرة، في تحقيق مآرب سياسية، بصورة مباشرة أو غير مباشرة !

 

أمثلة: 

بعض العرب (الأجواد!) يجودون ببعض التراث الوطني لبلادهم، من تحف أثرية ثمينة، لبعض الساسة في بلاد الغرب، عطاء مجّانياً، لا يودّون من ورائه، إلاّ كسب ودّ المُهدى إليه، أو تلميع صورة المُهدي، في نظر الناس في الغرب ! 

بعض أجواد العرب، ممّن استأمنتهم الشعوب على ثرواتها، يصرفون الأموال الطائلة، من أموال هذه الشعوب، في شراء مجوهرات نفيسة جدّاً، لتقديمها لبعض الزوار الأجانب، على شكل هدايا، لهؤلاء الزوّار، أو لأفراد من أسَرهم .. دون أن يقدّم هؤلاء الزوّار، أيّ ثمن، مقابل هذه الهدايا، سوى الإعجاب بالمهدي، وكرمه الحاتمي!

وبعض المهدى إليهم، يضحكون، سرّاً، من هذه الأعمال، ويأخذون هذه الهدايا، ليضعوها في خزائن دولهم، لأنهم إنّما أخذوها بمراكزهم الحكومية، لا بأشخاصهم، وعلاقاتهم الشخصية بالشخص المهدي !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين