الصلاة منهج حياة

الصلاة لحظات صدق وراحة بال وصلاح حال وسكينة قلب ولذة فؤاد وهدوء نفس وطمأنينة وجدان وتهذّب وتنقّيه من الخبائث وترقي روح المؤمن ومناجاة، فكان صلى الله عليه وسلم إذا حزنه شيء فزع إلى الصلاة وقال صلى الله عليه وسلم : (وجُعِلت قُرَّة عيني في الصلاة) (أرحنا بها يا بلال).

الصلاة نظام بديع في أركانها وأعمالها وهيئتها وشروطها بدءا من التهيئة والوضوء ومرورا بالوقوف أمام المولى وانتهاء بالتسليم كما أن تسوية الصفوف من تمام الصلاة .

الصلاة نظام رائع دون تقدم ولا تأخر انتظاما بتكبيرة الإحرام وإذن الإمام.

وبالنظام تستقيم حياة الإنسان وتتقدم الأمم وتتطور وترقى للأفضل.

الإمام هو القائد والأمير له حق السمع والطاعة المبصرة مع الثقة في كفاءته وحسن الظن.

إن أخطأ يقوم ويرشد ويستفتح ويراجع بأساليب واضحة معروفة مرتبة وكلمات مختارة ويرشده الأعلم والأكفأ والأصلح والأقرب والأدنى وله الاحترام والتقدير والتوقير وحق الإتباع وعدم المفارقة والمخالفة.

والخطأ يقدر بقدره فإما تعاد الصلاة ولو خلف نفس الإمام أو تعاد ركعة الخطأ أو بسجود السهو.

والوضوء والنظافة والاغتسال والطهارة شعار وسلوك والتزام.

وترشيد استهلاك الماء ولو كنت على نهر جار واجب ديني وأخلاقي واقتصادي وحضاري (كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وهو تنفيذ للمهمة الإنسان في الحياة

(إني جاعل في الأرض خليفة) (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)

والنية لا تشتمل على نص محدد، بل تكون في القلب لإرضاء الله تعالى تركيزا نحو الهدف وعدم هدر الأعمال والأوقات سدى وتخلص من أدران وشوائب النفس،

مستقبلا الكعبة القبلة والوجه الصحيحة لكل مسلم في الصلاة خاصة وفي الحياة عامة لا تحيد بقلبك ووجهتك عن ما أمر الله به وأرشدك ودلك إليه لتحظى بموافقة المنهج والشرعة.

(فالعقيدة أساس العمل، وعمل القلب أهم من عمل الجارحة، وتحصيل الكمال في كليهما مطلوب شرعاّ وإن اختلفت مرتبتا الطلب) الإمام الشهيد.

القيام والوقوف في الفرض هو وقوف باستقامة واعتزاز دون ميل أو انحناء أو زيغ أو انحراف أو خداع أو التفات. وقوفا مؤدّباً خاشعا متذللا مستسلما طلبا للرحمة والغفران.

الإتباع المحض دونما تقدم أو تأخر بداية من تكبيرة الإمام مرورا بالركوع والسجود والأركان والسنن هيئا وكيفية (فالأصل في العبادات التعبد دون الالتفات إلى المعاني، وفي العاديات الالتفات إلى الأسرار والحكم والمقاصد) الإمام الشهيد.

الركوع ويكون بانحناء الظهر للأمام، والسجود وهو ملامسة الركبتين والجبين وكلا اليدين والأنف للأرض، وكلاهما لا يكون إلا لله وكلما كان ركوعك وسجودك صحيحا مخلصا كلما أزدت عزا وفخرا ومقاما ومنزلة فدعوة العز لا تعلم أبنائها سوى التعامل العزيز.

فلا معبود بحق إلا الله له فقط سبحانه وتعالى الخوف والرجاء والحب والاستعانة والتوكل والاستغاثة والخضوع والاستسلام والعبادة.

وفي التشهد العزم والعهد وتجديد البيعة على الوفاء ومواصلة المسير بالإتباع دون الابتداع وترفع إصبع السبابة تشهد بالوحدانية، ونظرك محل السجود وحركة يديك ورجليك بنظام وحدود فلا يجوز لك أن تزيغ الجوارح أو تحيد عن النهج القويم فلا عودة لعبادة الأصنام سواء كانت حجرا أو بشرا أو تشريعا أو حاكما أو حزبا أو محبوبا أو مالا أو رئاسة أو منصبا أو....

يقول صلى الله عليه وسلم (تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة. تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش إن أعطي رضي وإن مُنع سخط).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين