الشيخ ياسين الملا الزملكاني

بسم الله الرحمن الرحيم

بقلم ابنه :  محمد أمين الملا الزملكاني

 
ولاد ته و نشأ ته : هو العالم الرباني الشيخ ياسين بن الشيخ عبد الغني بن الشيخ  محمد أمين الزملكاني الولي المشهور
 ولد سنة 1929م في بلدة زملكا التي تقع شرق مدينة دمشق في الغوطة هذه البلدة التي سكنها عدة من العلماء الأجلاء منهم :
المحدث جماهير بن محمد الزملكاني و كان ثقة مأمونا و منهم المحدث الامام محمد بن احمد أبو الفرج الزملكاني المتوفى سنة 421هجري , نشأ الشيخ ياسين الملا في بيئة صالحة رباه أبوه على مخافة الله ومحبته وكثرة ذكره ثم عرفه بعلماء عصره  فأحب أن يطلب العلم فانتسب إلى معهد الشيخ حسن حبنكه الميداني ونهل من علومه على يد كبار العلماء حتى أتم الدراسة فيه,لقد صحب الكثير من العلماءمنهم الشيخ أبو الخير الميداني والشيخ عبد الكريم الرفاعي والشيخ صادق حبنكه والشيخ سليم حمامي والشيخ حسين خطاب والشيخ إبراهيم الغلاييني والشيخ يحيى الصباغ والشيخ محمد الخطيب والشيخ أحمد الحارون والشيخ إسماعيل الطرابلسي والشيخ يونس الشر بجي وغيرهم كثير,أما علاقته بوالديه فإنه كان بارا بهما يتفانى في خدمتهما والإنفاق عليهما فكانا يكثران من الدعاء له فجاءه الفتح من الله فمما أعطاه الله أنه كان يرى جده الشيخ محمد أمين بعد وفاته في الرؤيا فيكتسب منه علوما ومعارف كثيرة فكان يقص رؤياه على أبيه فيسرمنه أبوه ويقول هذا هو جدك حقيقة وهكذا ازدادت محبة والده له حتى قال له ذات مرة : ياليتني شعرة ببدنك لوترضى أقبل قدمك وأما علاقته بمشايخه فانه كان يقوم بخدمتهم ملازما الأدب معهم فأحبوه و قدموه على غيره ومما يدل على محبتهم له أنه ذات مرة جاء الشيخ إبراهيم الغلاييني مفتي قطنا إلى زيارة الشيخ حسن حبنكه فقال الشيخ إبراهيم للشيخ حسن كيف رضاك عن الشيخ ياسين فقال الشيخ حسن بل نحن نطلب رضاه
أما صفاته : فقد كان تقيا ورعا زاهدا كثير الصيام والقيام كان كريما لايحب أن يدخر شيئا من المال بل ينفق بسخاء على المحتاجين فكان يعطي عطاء من لايخشى الفقر كان شديد التعلق بربه كان كثيرالذكر له في كل الاوقات وكان اذا ذكرالله عنده يقشعر جسده وينتفض ويصدر صوتا يقول الله فتذرف دموعه ويتأثر به كل من عنده من الحضور ,وكان يتفقد احوال المسلمين فيحزن لحزنهم ويسر لسرورهم ولما جاءت الأحداث الأخيرة على سورية كان الكثير من الناس يشكون له ما أصابهم فزاد همه وبكاؤه وتضرعه من أجلهم وكان يوصيهم بالتوبة الى الله والرجوع الى شرع الله وكان يبشرهم بالفرج القريب بإذن الله و كان يلتزم السنة في لباسه وطعامه وشرابه وكان لايحب أن يعرف بين الناس فكان يبتعد عن أسباب الشهرة والظهور وكان من كلامه : الظهور يقطع الظهور وكان يكرم من أساء إليه حتى يخجل منه المسيء فيعتذر إليه .
أما كراماته : فكثيرة أعظمها الاستقامة فقد اشتهر بين الناس انه كان مستقيما على طاعة الله ولم يبدل حتى وفاته  ومنها أنه كان مجاب الدعوة ولما عرف الناس منه ذلك سارعوا إلى طلب الدعاء منه  في قضاء حوائجهم فتقضى بإذن الله فكم من مهموم فرج الله همه وكم من فقير أغناه الله  ومنها أن الله أكرمه بحا ل عجيب فكان اذا توجه  الى فاسق وسأل الله له الهدايه  فانه يهتدي بإذن الله وقد كان من أهل الكشف فكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فإذا كان الذي عنده مقصرا في أمرقد أطلعه الله عليه نبهه الى تدارك تقصيره فيتأثر بهذه النصيحة وقد حدث رجل أنه قال كنت أفكر في أمر لا ينبغي و كنت وقتها أجلس بقرب الشيخ فإذا بالشيخ مباشرة يلتفت إلي ويقول إلزم الأدب فتأثرت كثيرا لعلمي أن الله أطلعه على هذا الأمر وتبت إلى الله تعالى ومن كراماته أنه ذات مرة رأى رجلا يركب دراجته في الطريق فمالت به دراجته إلى شاحنة كبيرة كانت تسير ولما كادت هذه الشاحنة أن تؤذيه إذابالشيخ يصرخ ويقول الله فكأن شيئا مغيبا حمله وأبعده عنها ولم يصب  هذا الرجل بسوء.
لقد كان عاشقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الصلاة عليه فأكرمه الله بحال عجيب فقد كان  يقول متحدثا بنعمة ربه عليه (لا يغيب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم)
أما في آخر حياته فكان يقول لقد اشتقت الى ربي وقد قرب الأجل ، توفي بعد صلاة فجر يوم الخميس 6 جمادى الأولى 1433 هجري الموافق لـ 29/3/2012رحمه الله ورضي عنه وأسكنه فسيح جنانه .