الشيخ الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني يموت ممنوعا من الخطابة!

 
عامر العظم
 
وزير ونائب ومفكر وداعية وسياسي وعلم أردني معروف توفي قبل أيام، ويكتشف وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد نوح القضاة بأنه كان ممنوعا من الخطابة. تخيلوا العبث بالإنسان! من المسؤول عن هذا العبث؟! هل هكذا يحترم الأردن أعلامه ومفكريه؟! والله إني أشعر بخجل شديد!
 
شارك رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور ورئيس مجلس الأعيان طاهر المصري ووزراء واعيان ونواب حاليون وسابقون وفعاليات رسمية وشعبية وقادة وأعضاء جماعة الأخوان المسلمين امس في تشييع جثمان المرحوم الشيخ الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني الذي وافته المنية صباح أمس الأول،حيث ووري الثرى بمقبرة العائلة في العيزرية بمدينة السلط بعد أن صلي عليه في مسجد الجامعة الأردنية .

وجرى بعد مراسم الدفن مهرجان خطابي ألقيت فيه كلمات من قبل قادة الجماعة أشادوا فيها بمناقب الفقيد الذي أسهم من خلال مشاركته في كل المواقع القيادية سواء على الصعيد الرسمي أو الحزبي أو الديني أو الشعبي بخدمة دينه وأمته ووطنه.

ولد الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني في مدينة السلط عام (1937)، وتخرج في مدرستها الثانوية، والتحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق حيث تخرج فيها في السنة الثالثة، ثم أكمل السنة الرابعة في جامعة بغداد، وأكمل الماجستير والدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر كلية أصول الدين.

والده الشيخ عبد الحليم الكيلاني كان مفتي مدينة السلط ومعلم القرآن والتربية الإسلامية في مدرستها الثانوية، وكان بالإضافة إلى ذلك يفتح داراً للقرآن يعلم فيها أبناء السلط صغاراً وكباراً لمدة خمسين عاماً أو أكثر، وقلما تجد من أبناء السلط من لم يدرس في مدرسة الشيخ عبد الحليم فكان يعلم القرآن مع القراءة والكتابة، وكان موضع ثقة أبناء السلط من خلال عمله في المسجد وفي المدرسة وفي البيت.

والدكتور إبراهيم زيد الكيلاني كان من أبرز العلماء العاملين في حقل الدعوة الإسلامية في الأردن، وله بصمات واضحة ناطقة بجهده في دعوة الناس إلى الحق والهدى، وتبصيرهم بدينهم.

والدكتور إبراهيم زيد الكيلاني مفكر إسلامي أردني، حاصل على دكتوراه في علم التفسير من جامعة الأزهر الشريف،وهو عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية سابقا، ونائب في برلمان سنة 1993 م، ووزير أوقاف سابق، تسلم مهامه كوزير خلال أزمة الخليج 1990 فأثارت مواقفه معارضة غربية، وعضو جبهة العمل الإسلامي، ورئيس مجلس الفقهاء فيها، ورئيس جمعية القرآن، وهو شاعر ومؤلف له العديد من الكتب وأشرف على عشرات الرسائل الجامعية في الجامعة الأردنية.كما انه عضو مجمع اللغة العربية الأردني، وعضو مجلس التربية والتعليم، وعضو لجنة المستشارين الشرعيين في البنك الإسلامي الأردني، وعضو لجنة دراسة قانون الأحوال الشخصية الأردني، ورئيس لجنة العلماء في حزب جبهة العمل الإسلامي ورئيس لجنة الفتوى فيه، وعضو مجلس الإفتاء في الأردن.

صدر له عدد من المؤلفات مثل معركة النبوة مع المشركين كما تعرضها سورة الأنبياء وتصور الألوهية كما تعرضه سورة الأنعام ودراسات في الفكر العربي الإسلامي،ومؤلفات أخرى في التفسير الموضوعي، وبحوث في موضوعات شتى. كما أن للدكتور الكيلاني اهتمامات أدبية، وخصوصاً في مجال الشعر، وتفرغ أخيراً للعمل رئيساً لجمعية المحافظة على القرآن الكريم وما زال حتى وفاته.